تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٥٩
* (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (24)) * * عباس وجماعة: أراد به من مثل القرآن. فإن قيل: كيف قال: من مثل القرآن، ولا مثل له؟ قيل: أراد به من مثله على زعمهم.
وفيه قول آخر: أنه أراد به من مثل محمد؛ لأنهم كانوا يقولون: إنه مفتري فقال: فأتوا بسورة من مفترى مثله.
* (وادعوا شهداءكم من دون الله) أي: استعينوا بأعوانكم وأربابكم من دون الله * (إن كنتم صادقين) فيما تزعمون. وفائدته: أنهم إذا اجتمعوا وأحضروا أربابهم فعجزوا كان أبلغ في إلزام الحجة. وقوله تعالى: * (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا...) الآية يعنى: فإن لم تفعلوا ذلك، ولن تفعلوه أبدا على طريق الإخبار. ' وتم ' للماضي، ' ولن ' للمستقبل. وإنما قال هذا لبيان المعجزة؛ لأن القرآن كان معجزة للنبي حيث عجز الكل عن الإتيان بمثله.
* (فاتقوا النار) أي: فآمنوا؛ لكي تتقوا النار بالإيمان * (التي وقودها الناس) الوقود يعني: الإيقاد، والوقود بفتح الواو الحطب. * (والناس) أهل جهنم * (والحجارة) قال علي وابن مسعود: هي حجارة الكبريت؛ لأنها أكثر توقدا والتهابا، وقال الباقون: هي جميع الحجارة. وهذا دليل على عظم تلك النار، و * (أعدت للكافرين) أي: هيئت للكافرين، وهذا دليل على أن النار مخلوقة، لا كما قال أهل البدعة. ودليل على أنها مخلوقة للكافرين، وإن دخلها بعض المؤمنين تأديبا وتعريكا.
قوله تعالى: * (وبشر الذين آمنوا...) الآية، البشارة: اسم لكل خبر صدق تتغير به بشرة الوجه ويظهر عليها، وقد تكون في الخبر السوء. كما قال: * (فبشرهم بعذاب أليم) إلا أنه في الخبر السار أغلب. * (الذين آمنوا عملوا الصالحات)
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»