تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٣٢
2 (* (وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم * أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم * مثل الجنة التى وعد المتقون فيهآ أنهار من مآء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد فى النار وسقوا مآء حميما فقطع أمعآءهم * ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال ءانفا أولائك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوآءهم * والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم * فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جآء أشراطها فأنى لهم إذا جآءتهم ذكراهم * فاعلم أنه لا إلاه إلأ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم * ويقول الذين ءامنوا لولا نزلت سورة فإذآ أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين فى قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الارض وتقطعوا أرحامكم * أولائك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) *) 2 " * (وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك) *) أي أخرجك أهلها يدل عليه " * (أهلكناهم) *) ولم يقل: أهلكناها " * (فلا ناصر لهم) *) عن ابن عباس: لما خرج رسول الله عليه السلام من مكة إلى الغار، التفت إلى مكة، وقال: (أنت أحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلي، ولو أن المشركين لم يخرجوني لم أخرج منك). فأنزل الله تعالى هذه الآية.
" * (أفمن كان على بينة من ربه) *) وهو محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون " * (كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم) *) وهم أبو جهل والمشركون.
" * (مثل) *) شبه وصفة " * (الجنة التي) *) وقرأ علي بن أبي طالب أمثال الجنة التي " * (وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن) *) آجن متغير منتن، يقال: آسن الماء يأسن، وآجن يأجن، وأسن يأسن ويأسن، وأجن يأجن، ويأجن، أسونا، وأجونا، إذا تغير، ويقال: أسن الرجل: بكسر السين لا غير، إذا أصابته ريح منتنة، فغشى عليه قال زهير:
يغادر القرن مصفرا أنامله يميد في الرمح ميل المائح الأسن وقرأ العامة آسن بالمد، وقرأ ابن كثير بالقصر وهما لغتان.
" * (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين) *) لم تدنسها الأيدي، ولم تدنسها الأرجل، ونظير لذ ولذيذ، طب وطبيب. " * (وأنهار من عسل مصفى) *) قال كعب الأحبار:
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»