تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ١٦
" * (إذ أنذر قومه بالاحقاف) *) قال ابن عباس: الأحقاف واد بين عمان ومهرة. مقاتل: كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بموضع يقال له: مهرة إليها تنسب الجمال، فيقال: إبل مهرية ومهاري، وكانوا أهل عمد سيارة في الربيع، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم، وكانوا من قبيلة إرم.
وقال الضحاك: الأحقاف جبل بالشام. مجاهد: هي أرض جساق من جسمي. قتادة: ذكر لنا أن عادا كانوا حيا باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها: الشحر. ابن زيد: هي ما استطال من الرمل كهيئة الجبل ولم يبلغ أن يكون جبلا.
الكلبي: الأحقاف ما نضب عنه الماء زمان الغرق، كان ينضب الماء من الأرض ويبقى أثره. الخليل: هي الرمال العظام. الكسائي: هي ما استدار من الرمل، وواحدها حقف وحقاف، مثل دبغ ودباغ، ولبس ولباس. وقيل: الحقاف جمع الحقف، والأحقاف جمع الجمع.
ونظير حقف أحقاف شبر وأشبار. قال الأعشى:
فبات إلى أرطاة حقف تلفه حريق شمال يترك الوجه أقتما وقال: بنا بطن حرى ذي حقاف عقنقل. ويقال: حقف أحقف أي رمل متناه في الاستدار. قال العجاج: بات إلى إرطاة حقف أحقفا، والفعل منه أحقف. قال الراجز:
سماوة الهلال حتى احقوقفا. أي انحنى واستدار.
" * (وقد خلت النذر) *) مضت الرسل. " * (من بين يديه) *) أي قبل هود. " * (ومن خلفه) *) وهي في قراءة عبد الله " * (ومن بعده) *). " * (ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالوا أجئتنا لتأفكنا) *) لتصرفنا. " * (عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا) *) من العذاب. " * (إن كنت من الصادقين قال إنما العلم) *) بوقت مجيء العذاب.
" * (عند الله) *) لا عندي وإنما أنا مبلغ. " * (وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون فلما رأوه) *) يعني العذاب. " * (عارضا) *) نصب على الحال، وإن شئت بالتكرير أي رأوه عارضا وهو السحاب، سمي بذلك لأنه يعرض أي يبدو في عرض السماء.
قال مجاهد: استعرض بهم الوادي. قال الأعشى:
يا من يرى عارضا قد بت أرمقه كإنما البرق في حافاته الشعل قال المفسرون: ساق الله تعالى السحابة السوداء التي اختار قيل بن عتز رأسه وقد عاد بما
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»