تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٣٢٢
" * (ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص) *) محيد عن عقاب الله تعالى. " * (فما أوتيتم من شيء) *) من رياش الدنيا وقماشها. " * (فمتاع الحياة الدنيا) *) وليس من زاد المعاد. " * (وما عند الله) *) من الثواب. " * (خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم) *).
قرأ يحيى بن رثاب وحمزة والكسائي وخلف هاهنا وفي سورة النجم (كبير) على التوحيد وفسروه الشرك عن ابن عباس، وقرأ الباقون " * (كبائر) *) بالجمع في السورتين، وقد بينا اختلاف العلماء في معنى " * (الكبائر) *) والفواحش. قال السدي: يعني الزنا، وقال مقاتل: موجبات الخلود.
" * (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) *) يتجاوزون ويتحملون.
2 (* (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلواة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون * والذين إذآ أصابهم البغى هم ينتصرون * وجزآء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولائك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الارض بغير الحق أولائك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور * ومن يضلل الله فما له من ولى من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل * وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفى وقال الذين ءامنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين فى عذاب مقيم * وما كان لهم من أوليآء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل * استجيبوا لربكم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير * فإن أعرضوا فمآ أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنآ إذآ أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور * لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشآء يهب لمن يشآء إناثا ويهب لمن يشآء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشآء عقيما إنه عليم قدير) *) 2 " * (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) *)، وقيل هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق ح. حين لامه الناس على إنفاق ماله كله، وحين شتم فحلم.
أخبرنا ابن فنجويه، حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبه، حدثنا إسحاق بن صدقة، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا سيف بن عمر، عن عطية، عن أيوب، عن علي ح قال: اجتمع لأبي بكر ذ مال مرة فتصدق به كله في سبيل الخير، فلامه المسلمون وخطأه الكافرون، فأنزل الله تعالى: " * (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا) *)... إلى قوله: " * (ومما رزقناهم ينفقون) *))
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»