تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٥٠
القانت؟ قلت: الله أعلم، قال: الأمة الذي يعلم الخير والقانت المطيع لله. وكذلك كان معاذ بن جبل فكان يعلم الخير وكان مطيعا لله ولرسوله.
وقال مجاهد: كان مؤمنا وحده والناس كفار كلهم، وقال قتادة: ليس من أهل دين إلا يقولونه ويرضونه.
شهر بن حوشب قال: لم يبق الأرض إلا وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم عن أهل الأرض ويخرج بركتها، إلا زمن إبراهيم فإنه كان وحده " * (قانتا لله حنيفا) *) مسلما مستقيما على دين الاسلام " * (ولم يكن من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة) *) يعني الرسالة والحكمة والثناء الحسن.
وقال مقاتل بن حيان: يعني الصلوات في قول هذه الأمة: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، (وقيل) أولادا أبرارا على الكبر. وقيل: القبول العام في جميع الأمم " * (وإنه في الآخرة لمن الصالحين. ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) *) حاجا مسلما " * (وما كان من المشركين) *).
ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى إبراهيم (عليه السلام) فراح به إلى منى فصلى به الصلوات جميعا الظهر، والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر ثم غدا به إلى عرفات فصلى به الصلاتين جميعا الظهر والعصر، ثم راح فوقف به حتى إذا غربت الشمس أفاض به إلى جمع فصلى به الصلاتين المغرب والعشاء، ثم بات به حتى إذا كان كما عجل ما يصلي أحد من المسلمين صلى به (الفجر)، ثم وقف حتى إذا كان كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين أفاض به إلى منى فرمى الجمرة وذبح وحلق، ثم أفاض به إلى البيت فطاف به) فأوحى الله تعالى إلى محمد * (أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) * * (إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه) *) يقول: ما فرض الله تعالى بتعظيم السبت وتحريمه إلا على الذين اختلفوا فيه.
فقال بعضهم: هو أعظم الأيام، لأن الله فرغ من خلق الأشياء يوم الجمعة ثم سبت يوم السبت.
وقال آخرون: بل أعظم الله يوم الأحد لأنه اليوم الذي ابتدأ الله فيه خلق الأشياء واختاروا تعظيم غير ما فرض الله عليهم تعظيمه، وتركوا تعظيم يوم الجمعة الذي فرض عليهم تعظيمه واستحلوه.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»