تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٨٣
قال أبى بن كعب سماها مباركة لأنه ما من ماء عذب إلا وينبع أصله من تحت الصخرة التي ببيت المقدس.
وقال قتادة: كان يقال: الشام أعقاب دار الهجرة، وما نقص من الأرض زيد في الشام، وما نقص عن الشام زيد في فلسطين، وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر، وبها مجمع الناس، وبها ينزل عيسى ابن مريم، وبها يهلك الله الدجال.
وحدث أبو قلابة أن رسول الله (عليه السلام) قال: رأيت فيما يرى النائم كأن الملائكة حملت عمود الكتاب فوضعته بالشام، فأولته أن الفتن إذا وقعت فإن الإيمان بالشام.
وذكر لنا أن عمر بن الخطاب (ح) قال لكعب: ألا تتحول إلى المدينة فإنها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضع قبره؟ فقال له كعب: يا أمير المؤمنين إني أجد في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله من أرضه وبها كنزه من عباده.
قال محمد بن إسحاق بن يسار: استجاب لإبراهيم رجال من قومه حين رأوا ما صنع الله سبحانه به من جعل النار عليه بردا وسلاما على خوف من نمرود وملئهم، فآمن له لوط وكان ابن أخيه، وهو لوط بن هاران بن تارخ، وهاران هو أخ إبراهيم، وكان لهما أخ ثالث يقال له باحورين تارخ، فهاران أبو لوط وناحورا أبو تبويل وتبويل أبو لأن، ورتقا بنت تبويل امرأة إسحاق بن إبراهيم أم يعقوب وليا وزاجيل روحيا يعقوب ابنتا لايان، وآمنت به أيضا سارة وهي بنت عمه، وهي سارة بنت هاران الأكبر عم إبراهيم عليه السلام.
وقال السدي: كانت سارة بنت ملك حران وذلك أن إبراهيم ولوطا انطلقا قبل الشام فلقي إبراهيم سارة وهي ابنة ملك حران وقد طعنت على قومها في دينهم، فتزوجها إبراهيم على أن يغيرها.
قال ابن إسحاق: خرج إبراهيم من كوثى من أرض العراق مهاجرا إلى ربه، وخرج معه لوط وسارة كما قال الله سبحانه " * (فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي) *) فخرج يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة الله حتى نزل حران فمكث بها ما شاء الله أن يمكث، ثم خرج منها مهاجرا حتى قدم مصر، ثم خرج من مصر إلى الشام ونزل السبع من أرض فلسطين وهي برية الشام، ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة وأقرب من ذلك، فبعثه الله سبحانه نبيا فذلك قوله " * (ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) *) يعني الشام، وبركتها أن منها بعث أكثر الأنبياء وهي أرض خصبة كثيرة الأشجار والأنهار والثمار يطيب فيها عيش الفقير والغنى.
وروى العوفي عن ابن عباس في قوله " * (إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) *) قال: يعني
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»