تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٥٤
ما أنت حاكم، واصنع ما أنت صانع من القطع والصلب " * (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) *) يقول: إنما تملكنا في الدنيا ليس لك علينا سلطان إلا في الدنيا " * (إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر) *) قال مقاتل: كانت السحرة اثنين وسبعين ساحرا، اثنان منهم من القبط وهما رأسا القوم، وسبعون منهم من بني إسرائيل، وكان فرعون أكره أولئك السبعين الذين هم من بني إسرائيل على تعلم السحر.
وقال عبد العزيز بن أبان: إن السحرة قالوا لفرعون: أرنا موسى إذا نام، فأراهم موسى نائما وعصاه تحرسه فقالوا لفرعون: ان هذا ليس بسحر، إن الساحر إذا نام بطل سحره، فأبى عليهم إلا أن تعملوا فذلك قوله * (وما أكرهتنا عليه من السحر) * * (والله خير وأبقى) *) منك لأنك فان هالك " * (إنه من يأت ربه) *) في الآخرة " * (مجرما) *) مشركا يعني بات على الشرك " * (فإن له جهنم لا يموت فيها) *) فيستريح " * (ولا يحيا) *) حياة تنفعه.
" * (ومن يأته مؤمنا) *) مات على الإيمان " * (قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا) *) الرفيعة في الجنة " * (جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى) *) أي صلح، وقيل: تطهر من الكفر والمعاصي. وقال الكلبي: يعني أعطى زكاة نفسه وقال: لا إله إلا الله.
(* (ولقد أوحينآ إلى موسى أن أسر بعبادى فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى * فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم * وأضل فرعون قومه وما هدى * يابنى إسراءيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الايمن ونزلنا عليكم المن والسلوى * كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى * وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى * ومآ أعجلك عن قومك ياموسى * قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى * قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامرى * فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال ياقوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدى * قالوا مآ أخلفنا موعدك بملكنا ولاكنا حملنآ أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى * فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هاذآ إلاهكم وإلاه موسى فنسى * أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا * ولقد قال لهم هارون من قبل ياقوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمان فاتبعونى وأطيعوا أمرى * قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى * قال ياهارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن أفعصيت أمرى * قال يبنؤم
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»