تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٢٩
" * (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) *) لأنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه.
وقال همام: سمعت قتادة يقول: ما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان ثم قرأ هذه الآية.
وروت ساكنة بنت الجرود قالت: سمعت رجاء الغنوي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله).
" * (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض) *) عن ذكرنا " * (ونأى بجانبه) *) وتباعدنا بنفسه.
وقال عطاء: تعظم وتكبر.
واختلف القراء في هذا الحديث، فقرأ أبو عمر وعاصم ونافع وحمزة في بعض الروايات عنهم: بفتح النون وكسر الهمزة على الإمالة.
وقرأ الكسائي وخلف وحمزة في سائر الروايات: بكسرهما، اتبعوا الكسرة.
وقرأ أكثرهم: بفتحهما على التفخيم وهي اللغة العالية.
وقرأ أبو جعفر وعامر: بالنون ولها وجهان: أحدهما: مقلوبة من نأي كما يقال رأى وراء، والثاني: إنها من النوء وهو النهوض والقيام ويقال أيضا للوقوع الجلوس نوء وهو من الاضداد.
" * (وإذا مسه الشر) *) الشدة والضر " * (كان يئوسا) *) قنوطا " * (قل) *) يا محمد " * (كل يعمل على شاكلته) *).
قال ابن عباس: على ناحيته. مجاهد: عى حدته.
الحسن وقتادة: على نيته. ابن زيد: على دينه.
مقاتل: على (جدلته). الفراء: على طريقته التي جبل عليها.
أبو عبيدة والقتيبي: على خليقته وطبيعته.
وهو من الشكل، يقال: لست على شكلي وشاكلتي، وقيل: على سبيله الذي اختاره لنفسه، وقيل: على اشتباهه من حولهم، أشكل علي الأمر أي اشتبه، وكل هذه الأقاويل متقاربة.
يقول العرب: طريق ذو شواكل إذا ينشعب الطرق (منه)، ومجاز الآية: كل يعمل ما يشبهه، كما قيل في المثل السائر: كل إمرىء يشبه فعله ما فعل المروء فهو أهله
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»