تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٢٨
وروى موسى بن إسماعيل عن حماد عن الكلبي في قوله " * (واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) *) قال: سلطانه النصير.
عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية: استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة (قال له:) انطلق فقد استعملتك على أهل الله يعني مكة فكان شديدا على (المنافقين) لينا للمؤمنين.
قال: لا والله لا أعلم متخلفا ينطلق عن الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه فإنه لا يتخلف عنها إلا منافق.
فقال أهل مكة: يا رسول الله تستعمل على آل الله عتاب بن أسيد إعرابيا حافيا؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني رأيت فيما يرى النائم، كأن عتاب بن أسيد أتى باب الجنة فأخذ بحلقه الباب ففلقها لا شديدا حتى فتح له فدخلها فأعز الله به الاسلام لنصرته المؤمنين على من يريد ظلمهم فذلك السلطان النصير).
" * (وقل جاء الحق) *) يعني أتى " * (وزهق الباطل) *) أي ذهب الشيطان وهلكه، قاله قتادة.
وقال السدي: الحق الاسلام، والباطل الشرك. وقيل: الحق دين الرحمن والباطل الأوثان.
وقال ابن جريح: الحق الجهاد والقتال.
" * (إن الباطل كان زهوقا) *) ذاهبا.
يقال: زهقت نفسه إذا خرجت وزهق السهم إذا جاوز الفرض فإستمر على جهته.
قال ابن مسعود وابن عباس: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنما، صنم كل قوم بحيالهم ومعه مخصرة فجعل يأتي الصنم فيطعن في عينه أو في بطنه ثم يقول " * (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) *) بجعل الصنم ينكب لوجهه وجعل أهل مكة يتعجبون، ويقولون فيما بينهم ما رأينا رجلا أسحر من محمد.
" * (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) *) أي بيان من الضلالة والجهالة بين للمؤمن ما يختلف فيه ويشكل عليه، فيشفي به من الشبهة ويهدي به من الحيرة وإذا فعل ذلك رحمه الله، فهو شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها كما يشفي المريض إذا زالت العلل عنه.
قتادة: إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»