تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢
أي: نحوهم وهو نصب على الظرف.
والمسجد الحرام: المحرم كالكتاب بمعنى المكتوب والحساب بمعنى المحسوب.
" * (وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم) *) في بر أو بحر أو سهل أو جبل شرق أو غرب " * (فولوا وجوهكم شطره) *) فحول القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين.
مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة، وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب، وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين.
قال ابن عباس: البيت كله قبلة وقبلة البيت الباب والبيت قبلة أهل المسجد والمسجد قبلة أهل الحرم والحرم قبلة أهل الأرض كلها فلما حولت القبلة إلى الكعبة قالت اليهود: يا محمد ما أمرت بهذا يعنون القبلة وما هو إلا شيء تبتدعه من تلقاء نفسك.
قتادة: فصلى إلى بيت المقدس وتارة يصلي إلى الكعبة ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن تكون صاحبنا الذي ننتظره ورأيناكم تطوفون بالكعبة وهي حجارة مبنية فأنزل الله:
" * (وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق) *) يعني أمر الكعبة الحق. " * (من ربهم) *) وإنها قبلة إبراهيم ثم هددهم فقال: " * (وما الله بغافل عما يعملون) *) (قرأ أبو جعفر وابن... والكسائي بالتاء وقال بريد: إنكم يا معشر... تطلبون وصالي وما... عن ثوابكم وجوابكم. وقرأ الباقون... يعني ما الله بغافل عما يعمل اليهود فأجازيهم في الدنيا والآخرة) * * (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب) *) يعني يهود المدينة، ونصارى نجران. قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم آتنا بآية كما أتى بها الأنبياء قبلك، فأنزل الله تعالى * (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب) * * (بكل آية ما تبعوا قبلتك) *) يعني الكعبة، وقال الأخفش، والزجاج: أجيئت لئن بما لأنها بمعنى لو، وقيل: إنها أجيبت بما لما فيه من معنى اليمين كأنه قال: والله لئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية إلى " * (وما أنت بتابع قبلتهم) *)؛ لأن اليهود تستقبل بيت المقدس، والنصارى تستقبل المشرق.
" * (ولئن اتبعت أهواءهم) *) مرادهم في أمر القبلة.
" * (من بعد ما جاءك من العلم) *) إنها حق وإنها قبلة إبراهيم.
" * (إنك إذا لمن الظالمين) *) الجاحدين الضارين أنفسهم.
" * (الذين آتيناهم الكتاب) *) يعني مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»