تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٣
قلت: بلى. قال: حدثنا الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري: إن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولد العبد قال الله عز وجل للملائكة أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟
فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله عز وجل: إبنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد).
" * (وبشر الصابرين) *) على البلايا والرزايا ثم نعتهم فقال: " * (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله) *) عبيدا تجمع وملكا.
" * (وإنا إليه راجعون) *) في الاخرة أمال نصير النون في قوله " * (إنا لله) *)، فأمال قتيبة النون واللام جميعا فخمها الباقون، وقال أبو بكر الوراق: إنا لله: اقرار منا له بالملك وإنا إليه راجعون: في الآخرة إقرار على أنفسنا بالهلاك.
قال عكرمة: طفى سراج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " * (إنا لله وإنا إليه راجعون) *) فقيل: يا رسول الله أمصيبة هي؟
قال: نعم كل شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة).
قال سعيد بن جبير: ما أعطي أحد في المصيبة ما أعطي هذه الأمة يعني الاسترجاع ولو أعطي لأحد لأعطي يعقوب ج ألا تسمع إلى قوله في فقد يوسف " * (يا أسفي على يوسف) *).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه، وجعل له خلفا صالحا يرضاه).
وعن فاطمة بنت الحسين عن أمها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وان تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثل يوم أصيب).
" * (أولئك) *) أي أهل هذه الصفة.
" * (عليهم صلوات) *) قال ابن عباس: مغفرة " * (من ربهم ورحمة) *) ونعمة.
ابن كيسان: الصلوات هاهنا الثناء والرحمة والتزكية وإنما ذكر الصلاة والرحمة ومعناهما
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»