تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٥٠٥
كثيرة مما ذكر الله عز وجل في القرآن، ثم قال: * (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب) * يعني اليهود والنصارى في أمر محمد صلى الله عليه وسلم * (إلا من بعد ما جاءتهم البينة) * [آية: 4] يعني البيان يقول الله تعالى: لم يزل الذين كفروا مجتمعين على تصديق محمد صلى الله عليه وسلم، حتى بعث لأنه نعته معهم في كتبهم، فلما بعثه الله عز وجل من غير ولد إسحاق اختلفوا فيه، فآمن بعضهم: عبد الله بن سلام وأصحابه من أهل التوراة، ومن أهل الإنجيل أربعون رجلا منهم بحيرى، وكذب به سائر أهل الكتاب.
يقول الله عز وجل: * (وما أمروا) * يقول: ما أمرهم محمد صلى الله عليه وسلم * (إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) * يعني به التوحيد * (حنفاء) * يعني مسلمين غير مشركين * (و) * أمرهم أن * (ويقيموا الصلاة) * الخمس المكتوبة * (ويؤتوا الزكاة) * المفروضة * (وذلك دين القيمة) * [آية: 5] يعني الملة المستقيمة، ثم ذكر الله عز وجل المشركين يوم القيامة، فقال: * (إن الذين كفروا من أهل الكتب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها) * يقول: يقيمون فيها لا يموتون.
ثم قال: * (أولئك هم شر البرية) * [آية: 6] يعني شر الخليقة من أهل الأرض، ثم ذكر مستقر من صدق النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: * (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هو خير البرية) * [آية: 7] يعني خير الخليقة من أهل الأرض * (جزاؤهم) * يعني ثوابهم * (عند ربه) * في الآخرة * (جنات عدن تجري من تحتها الأنهر خلدين فيها أبدا) * لا يموتون * (رضي الله عنهم) * بالطاعة * (ورضوا عنه) * بالثواب * (ذلك لمن خشي ربه) * [آية: 8] في الدنيا، وكل شئ خلق من التراب، فإنه يسمى البرية.
* *
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»