تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٩٤
سورة الضحى مكية، عددها إحدى عشرة آية كوفي تفسير سورة الضحى من الآية (1) إلى الآية (11).
قوله: * (والضحى) * [آية: 1] * (واليل إذا سجى) * [آية: 2] أقسم الله عز وجل، فقال: والضحى يعني حر الشمس وهي أول ساعة من النهار حين تطلع الشمس، وبالليل إذا سجى، يعني إذا غطى بهيمه ضوء النهار، فأقسم الله عز وجل ببدو الليل والنهار، فقال: * (ما ودعك ربك) * يا محمد * (وما قلى) * [آية: 3] يعني وما مقتك، وذلك أن جبريل، عليه السلام، لم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم أربعين يوما، ويقال: ثلاثة أيام، فقال:
مشركوا العرب من أهل مكة: لو كان من الله للتتابع عليه الوحي، كما كان يفعل بمن كان قبله من الأنبياء، فقد ودعه الله وتركه صاحبه، فما يأتيه، فقال المسلمون: يا رسول الله، فما نزل عليك الوحي؟ قال: كيف ينزل على الوحي، وأنتم لا تنقون براجمكم، ولا تقلمون أظفاركم، قال: أقسم الله بهما، يعني بالليل والنهار، فقال: ما ودعك ربك، يا محمد، وما قلى، يقول: وما مفتك، لقولهم قد ودعه ربه وقلاه، فلما نزل جبريل، عليه السلام، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' يا جبريل، ما جئت حتى اشتقت إليك '، فقال جبريل، عليه السلام: أنا كنت إليك أشد شوقا لكرامتك على الله عز وجل، ولكني عبد مأمور، * (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا) * من الدنيا * (وما خلفنا) * من الآخرة * (وما بين ذلك) *، يعنى بين الدنيا والآخرة بين النختين، وهي أربعون سنة.
ثم قال: * (وما كان ربك نسيا) * [مريم: 64]، يقول: لم ينسك ربك يا محمد، * (وللآخرة) * يعني الجنة * (خير لك من الأولى) * [آية: 4] يعني من الدنيا، يعني أنه قد
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»