تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥٠٤
جل جلاله، لأن يجعلها في النبي صلى الله عليه وسلم، وليست النبوة والرسالة بأيديهم، ولكنها بيد الله عز وجل، ثم قال سبحانه: * (ما كان لهم الخيرة) * من أمرهم، ثم نزه نفسه تبارك وتعالى عن قول الوليد حين قال: * (اجعل) * محمد صلى الله عليه وسلم * (الآلهة: إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) * [ص: 5]، فكفر بتوحيد الله عز وجل، فأنزل الله سبحانه ينزه نفسه عز وجل عن شركهم، فقال: * (سبحان الله وتعالى) * يعنى وارتفع * (عما يشركون) * [آية: 68] به غيره عز وجل.
ثم قال عز وجل: * (وربك يعلم ما تكن صدورهم) * يعنى ما تسر قلوبهم * (وما يعلنون) * [آية: 69] بألسنتهم، نظيرها في النمل، ثم وحد الرب نفسه تبارك وتعالى حين لم يوحده كفار مكة، الوليد وأصحابه.
فقال سبحانه: * (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة) * يعنى يحمده أولياؤه في الدنيا ويحمدونه في الآخرة، يعنى أهل الجنة * (وله الحكم وإليه ترجعون) * [آية: 70] بعد الموت في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم.
تفسير سورة القصص من الآية: [71 - 75].
* (قل) * يا محمد، لكفار مكة، * (أرءيتم إن جعل الله عليكم اليل سرمدا إلى يوم القيامة) * فدامت ظلمته * (من إله غير الله يأتيكم بضياء) * يعنى بضوء النهار، * (أفلا) * يعنى أفهلا * (تسمعون) * [آية: 71] المواعظ، و * (قل) * لهم * (أرءيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه) * من النصب * (أفلا) * يعنى أفهلا * (تبصرون) * [آية: 72] ثم أخبر عن صنعه تعالى ذكره، فقال سبحانه: * (ومن رحمته جعل لكم اليل والنهار لتسكنوا) * يعنى لتستقروا * (فيه) * بالليل من النصب * (ولتبتغوا) * بالنهار * (من
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»