تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥٠٢
فكيف يخافون لو أسلموا أن لا يكون ذلك لهم، نجعل لهم الحرم آمنا من الشرك ونخوفهم في الإسلام؟ فإنا لا نفعل ذلك بهم لو أسلموا.
ثم خوفهم عز وجل، فقال سبحانه: * (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها) * يقول: بطروا وأشروا يتقلبون في رزق الله عز وجل، فلم يشكروا الله تعالى في نعمه فأهلكهم بالعذاب * (فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم) * يعنى من بعد هلاك أهلها * (إلا قليلا) * من المساكن فقد يسكن في بعضها * (وكنا نحن الوارثين) * [آية: 58] لما خلفوا من بعد هلاكهم يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية حين قالوا: نتخوف أن نتخطف من مكة.
ثم قال الله عز وجل: * (وما كان ربك مهلك القرى) * يعنى معذب أهل القرى الخالية * (حتى يبعث في أمها رسولا) * يعنى في أكبر تلك القرى رسولا، وهي مكة * (يتلوا عليهم آياتنا) * يقول: يخبرهم الرسول بالعذاب بأنه نازل بهم في الدنيا إن لم يؤمنوا * (وما كنا مهلكي القرى) * يعنى معذبي أهل القرى في الدنيا * (إلا وأهلها ظالمون) * [آية: 59] يقول: إلا وهم مذنبون، يقول: لم نعذب على غير ذنب.
تفسير سورة القصص من الآية: [60 - 70].
* (وما أوتيتم من شيء) * يقول: وما أعطيتم من خير، يعنى به كفار مكة * (فمتاع الحياة الدنيا وزينتها) * يقول: تمتعون في أيام حياتكم، فمتاع الحياة الدنيا وزينتها إلى فناء
(٥٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 ... » »»