تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٤٩٣
* (وجاء رجل) * فجاء حزقيل بن صابون القبطي، وهو المؤمن * (من أقصا المدينة) * يعنى أقصى القرية * (يسعى) * على رجليه، ف * (قال يا موسى إن الملأ) * من أهل مصر * (يأتمرون بك ليقتلوك) * بقتلك القبطي، * (فأخرج) * من القرية * (إني لك من الناصحين) * [آية: 20].
* (فخرج) * موسى، عليه السلام، * (منها) * من القرية * (خائفا) * أن يقتل * (يترقب) * يعنى ينتظر الطلب، وهو هارب منهم * (قال رب نجني من القوم الظالمين) * [آية: 21] يعنى المشركين، أهل مصر، فاستجاب الله عز وجل له، فأتاه جبريل، عليه السلام، فأمره أن يسير تلقاء مدين، وأعطاه العصا، فسار من مصر إلى مدين في عشرة أيام بغير دليل.
فذلك قوله عز وجل: * (ولما توجه تلقاء مدين) * بغير دليل خشي أن يضل الطريق * (قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) * [آية: 22] يعنى يرشدني قصد الطريق إلى مدين فبلغ مدين. فذلك قوله تعالى: * (ولما ورد ماء مدين) * ابن إبراهيم خليل الرحمن لصلبه عليهم السلام، وكان الماء لمدين فنسب إليه، ثم قال: * (وجد عليه أمة) * يقول:
وجد موسى على الماء جماعة * (من الناس يسقون) * أغنامهم، * (ووجد من دونهم امرأتين تذودان) * يعنى حابستين الغنم لتسقي فضل ماء الرعاء، وهما ابنتا شعيب النبي صلى الله عليه وسلم: واسم الكبرى صبورا، واسم الصغرى عبرا، وكانتا توأمتين، فولدت الأولى قبل الأخرى بنصف نهار، * (قال) * لهما موسى: * (ما خطبكما) * يعنى ما أمركما، * (قالتا لا نسقي) * الغنم * (حتى يصدر الرعاء) * بالغنم راجعة من الماء إلى الرعي، فنسقي فضلتهم * (وأبونا شيخ كبير) * [آية: 23] لا يستطيع أن يسقى الغنم من الكبر، فقال لهما موسى، عليه السلام: أين الماء؟ فانطلقا به إلى الماء، فإذا الحجر على رأس البئر لا
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»