تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
* (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك) *، يعني الأنبياء قبلك، * (وجعلنا لهم أزوجا وذرية) *، يعني النساء والأولاد، * (وما كان لرسول أن يأتي بئاية) *، وذلك أن كفار مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية، فقال الله تعالى: * (وما كان لرسول أن يأتي بئاية) *، إلى قومه، * (إلا بإذن الله) *، يعني إلا بأمر الله، * (لكل أجل كتاب) * [آية: 38]، يقول: لا ينزل من السماء كتاب إلا بأجل.
* (يمحوا الله ما يشاء) *، يقول: ينسخ الله ما يشاء من القرآن، * (ويثبت) *، يقول:
ويقر من حكم الناسخ ما يشاء، فلا ينسخه، * (وعنده أم الكتب) * [آية: 39]، يعني أصل الكتاي، يقول: الناسخ من الكتاب، والمنسوخ فهو في أم الكتاب، يعني بأم الكتاب اللوح المحفوظ.
* (وإن ما نرينك) *، يعني وإن نرينك يا محمد في حياتك، * (بعض الذي نعدهم) * من العذاب في الدنيا، يعني القتل ببدر وسائر بهم العذاب بعد الموت، ثم قال: * (أو نتوفينك) *، يقول: أو نميتك يا محمد قبل أن نعذبهم في الدنيا، يعني كفار مكة، * (فإنما عليك) * يا محمد * (البلغ) * من الله إلى عباده، * (وعلينا الحساب) * [آية: 40]، يقول: وعلينا الجزاء الأوفى في الآخرة، كقوله عز وجل في الشعراء: * (إن حسابهم إلا على ربي) * [الشعراء: 113]، يعني ما جزاءهم إلا على ربي.
تفسير سورة الرعد من آية: [- 41].
* (أولم يروا) *، يعني كفار مكة، * (أنا نأتي الأرض) *، يعني أرض مكة، * (ننقصها من أطرافها) *، يعنى ما حولها يقول: لا يزال النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يغلبون على ما حول مكة من الأرض، فكيف لا يعتبرون بما يرون أنه ينقص من أهل الكفر ويزداد في المسلمين
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»