تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٦١
فيها وإنا لصدقون) * [آية: 82] فيما نقول، قال لهم يعقوب: كلما ذهبتم نقص منكم واحد، وكان يوسف، عليه السلام، حبس بنيامين، وأقام شمعون ويهوذا، فأتهمهم يعقوب، عليه السلام.
ف * (قال بل سولت لكم) *، يعنى ولكن زينت لكم * (أنفسكم أمرا) *، كان هو منكم هذا، * (فصبر جميل) *، يعنى صبرا حسنا لا جزع فيه، * (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) *، يعنى بنيه الأربعة، * (إنه هو العليم) * (بخلقه) * (الحكيم) * [آية: 83]، يعنى الحاكم فيهم، ولم يخبر الله يعقوب بأمر يوسف ليختبر صبره.
* (وتولى عنهم) *، يعنى وأعرض يعقوب عن بنيه، ثم أقبل على نفسه، * (وقال يأسفي) *، يعنى يا حزناه * (على يوسف وابيضت عيناه) * ست سنين لم يبصر بهما، * (من الحزن) * (على يوسف) * (فهو كظيم) * [آية: 84]، يعنى مكروب يتردد الحزن في قلبه.
* (قالوا) *، أي قال بنوه يعيرونه: * (تالله تفتؤا) *، يعنى والله ما تزال * (تذكر يوسف حتى تكون حرصا) *، يعنى الدنف، * (أو تكون من الهالكين) * [آية: 85]، يعنى الميتين.
* (قال) * لهم أبوهم: * (إنما أشكوا بثي) *، يعنى ما بثه في الناس، * (وحزني) *، يعني ما بطن، * (إلى الله وأعلم من الله) *، يعنى من تحقيق رؤيا يوسف أنه كائن، * (ما لا تعلمون) * [آية: 86].
* (يا بني اذهبوا فتحسسوا من) *، يعنى فابحثوا عن * (يوسف وأخيه) * بنيامين، * (ولا تايئسوا من روح الله) *، يعنى من رحمة الله، * (إنه لا يأيئس من روح الله) *، يعنى من رحمة الله، * (إلا القوم الكافرون) * [آية: 87]، وذلك أن يعقوب، عليه السلام، رأى ملك الموت في المنام، فقال له: هل قبضت روح يوسف؟ قال: لا، وبشره، فلما أصبح، قال: * (يا بني اذهبوا فتحسسوا من) *.
* (فلما دخلوا عليه) * يوسف، * (قالوا يأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر) *، يعنى الشدة والبلاء من الجوع، * (وجئنا ببضاعة مزجاة) * يعنى دراهم نفاية فجوزها عنا، * (فأوف) *، يعنى فوفو * (لنا الكيل) * بسعر الجياد، * (وتصديق علينا) *، يقول: تكون هذه صدقة منك، يعنون معروفا أن تأخذ النفاية وتكيل لنا الطعام بسعر الجياد، * (إن الله
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»