تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٥٧
عهدا من الله، * (لتأتيني به) *، يعني بنيامين ولا تضيعوه كما ضيعتم أخاه يوسف، * (إلا أن يحاط بكم) *، يعنى يحيط بكم الهلاك فتهلكوا جميعا، * (فلما ءاتوه موثقهم) *، يعنى عهدهم، * (قال) * يعقوب: * (الله على ما نقول وكيل) * [آية: 66]، يعنى شهيدا بيني وبينكم، نظيرها في القصص: * (والله على ما نقول وكيل) * [القصص: 28].
فلما سرح بنيامين معهم، خشي عليهم العين، وكان بنوه لهم جمال وحسن، * (وقال يا بني لا تدخلوا) * مصر * (من باب واحد) *، يعنى من طريق واحدة، * (وادخلوا من أبواب متفرقة) *، من طرق شتى، ثم قال: * (وما أغني عنكم) * إذا جاء قضاء الله، * (من الله من شيء إن الحكم إلا لله) *، يعنى ما القضاء إلا لله، * (عليه توكلت) *، يقول: به أثق، * (وعليه فليتوكل المتوكلون) * [آية: 67]، يعنى به فليثق الواثقون.
* (ولما دخلوا) * مصر * (من حيث أمرهم أبوهم) * من طرق شتى، أخذ كل واحد منهم في طريق على حدة، يقول الله تعالى * (ما كان) * يعقوب * (يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضها) *، كقوله: * (ولا يجدون في صدورهم حاجة) * [الحشر: 9]، وهذا من كلام العرب، يعنى إلا أمر شجر في نفس يعقوب، * (وإنه) *، يعنى أباهم * (لذو علم لما علمناه) *؛ لأن الله تعالى علمه أنه لا يصيب بنيه إلا ما قضي الله عليهم، * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * [آية: 68].
* (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه) *، يعنى ضم إليه أخاه، * (قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون) * [آية: 69]، يقول: فلا تحزن بما سرقوك وجاءوا بالدراهم التي كانت في أوعيتهم فردوها إلى يوسف، عليه السلام.
* (فلما جهزهم بجهازهم) *، يقول: فلما قضي في أمر الطعام حاجتهم، * (جعل السقاية) *، وهي الإناء الذي يشرب به الملك، * (في رحل أخيه) * بنيامين، * (ثم أذن مؤذن) *، يعنى نادى مناد، اسمه بعرايم بن بربري، من فتيان يوسف: * (أيتها العير) *، يعني الرفقة، * (إنكم لسرقون) * [آية: 70] فانقطعت ظهورهم وساء ظنهم.
ف * (قالوا وأقبلوا عليهم) *، فيها تقديم وأقبلوا على المنادي، ثم قالوا: * (ماذا تفقدون) * [آية: 71].
(١٥٧)
مفاتيح البحث: الهلاك (2)، الطعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»