تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٦٧
ثم قال سبحانه: * (أوكلما عاهدوا عهدا) * بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم * (نبذه فريق منهم) * من اليهود، * (بل أكثرهم لا يؤمنون) * [آية: 100]، يعني لا يصدقون بالقرآن أنه من الله جاء.
تفسير سورة البقرة آية [101] * (ولما جاءهم) *، يعني اليهود، * (رسول من عند الله) *، يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، * (مصدق لما معهم) *، يعني يصدق محمدا أنه نبي رسول معهم في التوراة، * (نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب) *، يعني جعل طائفة من اليهود * (كتاب الله) *، يعني ما في التوراة من أمر محمد، * (وراء ظهورهم) *، فلم يتبعوه ولم يبينوه للناس، * (كأنهم لا يعلمون) * [آية: 101] بأن محمدا رسول نبي؛ لأن تصديقه معهم، نزلت في كعب ابن الأشرف، وكعب بن أسيد، وأبي ياسر بن أخطب، وسعيد بن عمرو والشاعر، ومالك بن الضيف، وحيي بن أخطب، وأبي لبابة بن عمرو.
تفسير سورة البقرة آية [102] * (واتبعوا) *، يعني اليهود، * (ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان) *، يعني ما تلت الشياطين على عهد سليمان وفي سلطانه، وذلك أن طائفة من الشياطين كتبوا كتابا فيه سحر، فدفنوه في مصلى سليمان حين خرج من ملكه، ووضعوه تحت كرسيه، فلما توفي سليمان، استخرجوا الكتاب، فقالوا: إن سليمان تملككم بهذا الكتاب به كانت تجئ الريح، وبه سخرت الشياطين، فعلموه الناس، فأبرأ الله عز وجل منه سليمان، * (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) *، فتركت اليهود كتاب الأنبياء واتبعوا ما قالت من السحر، * (وما أنزل على الملكين ببابل
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»