تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ١٥٤
ثم قال سبحانه: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) *، يقول: لا يكلفها من العمل إلا ما أطاقت، * (لها ما كسبت) * من الخير وما عملت أو تظلمت به، * (وعليها ما اكتسبت) * من الإثم، ثم علم جبريل النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: * (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) *، يقول: إن جهلنا عن شيء أو أخطأنا، فتركنا أمرك، قال الله عز وجل:
ذلك لك، ثم قال: * (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) *، يعني عهدا، * (كما حملته على الذين من قبلنا) * ما كان حرم عليهم من لحوم الإبل، وشحوم الغنم، ولحوم كل ذي ظفر، يقول: لا تفعل ذلك بأمتي بذنوبها كما فعلته ببني إسرائيل، فجعلتهم قردة وخنازير، قال الله تعالى: ذلك لك.
ثم قال: * (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا) *، يقول: واعف عنا من ذلك، * (واغفر لنا) *، يقول: وتجاوز عنا، عن ذنوبنا من ذلك كله واغفر، * (وارحمنا أنت مولانا) *، يقول: أنت ولينا، * (فانصرنا على القوم الكافرين) * [آية: 286]، يعني كفار مكة وغيرها إلى يوم القيامة، قال الله تعالى: ذلك لك، فاستجاب الله عز وجل له، ذلك فيما سأل وشفعه في أمته، وتجاوز لها عن الخطايا والنسيان وما استكرهوا عليه، فلما نزلت قرأهن النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وأعطاه الله عز وجل هذه الخصال كلها في الآخرة، ولم يعطها أحدا من الأمم الخالية.
قال:
حدثنا عبيد الله بن ثابت، قال: حدثني الهذيل، عن مقاتل، قال: بلغني أن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فهو عنده على العرش، فأنزل منه لآيتين ختم بهما سورة البقرة: * (آمن الرسول) * إلى آخرها، فمن قرأها في بيته لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام ولياليهن.
قال:
حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، عن الهذيل أبي صالح، عن مقاتل بن سليمان في قوله: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له) [البقرة: 245]، قال:
فقال أبو الدحداح: يا رسول الله، إن تصدقت بصدقة، أفلى مثلها في الجنة؟ قال:
' نعم '، قال: والصبية معي؟ قال: ' نعم '، قال: وأم الدحداح معي؟ قال: ' نعم '، قال:
وكان له حديقتان، إحداهما تسمى الجنة، والأخرى الجنينة، وكانت الجنينة أفضل من
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»