تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ١٥٣
ويعذب من يشاء والله على كل شيء) * من العذاب والمغفرة * (قدير) * [آية:
284].
فلما نزلت هذه الآية، قال المسلمون: يا رسول الله، إنا نحدث أنفسنا بالشرك والمعصية، أفيحاسبنا الله بها ولا نعملها؟ فأنزل الله عز وجل في قولهم في التقديم: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) *، يقول: لا يكلفها من العمل إلا ما أطاقت، * (لها ما كسبت) * من الخير وما عملته وتكلمت به، * (وعليها ما اكتسبت) من الإثم، فنسخت هذه الآية قوله سبحانه: * (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) *، قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ' إن الله عز وجل تجاوز عن أمتي ما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوه أو يتكلموا به '.
تفسير سورة البقرة آية [285] قوله سبحانه: * (ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه) *، يقول: صدق محمد بما أنزل إليه من ربه من القرآن، ثم قال: * (والمؤمنون كل ءامن بالله) *، يقول: كل صدق بالله بأنه واحد لا شريك له، * (و) * صدق ب * (وملائكته وكتبه ورسله) *، يقول: لا يكفر بأحد من رسله، فكل هذه الرسل صدق بهم المؤمنون، * (لا نفرق بين أحد من رسله) * كفعل أهل الكتاب، آمنوا ببعض الكتب وببعض الرسل، فذلك التفريق، فأما اليهود، فآمنوا بموسى وبالتوراة، وكفروا بالإنجيل والقرآن، وأما النصارى، فآمنوا بالتوراة والإنجيل وبعيسى صلى الله عليه وسلم، وكفروا بالإنجيل والقرآن، وأما النصارى، فآمنوا بالتوراة والإنجيل وبعيسى صلى الله عليه وسلم، وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، * (وقالوا) *، فقال المؤمنون بعد ذلك: * (سمعنا) * قول ربنا في القرآن، * (وأطعنا) * أمره، ثم قال لهم بعدما أقروا بالنبي صلى الله عليه وسلم والكتب: أن * (غفرانك ربنا) *، يقول: قولوا: وأعطنا مغفرة منك يا ربنا، * (وإليك المصير) * [آية: 285]، يقول: المرجع إليك في الآخرة.
تفسير سورة البقرة آية [286]
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»