تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ١٦٧
يغني عنك هؤلاء الذين اتبعت أهواءهم شيئا من الأشياء إليها الحاجة أو لا يغني شيئا من الاغناء.
وقوله: (وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) الذي يعطيه السياق أنه تعليل آخر للنهي عن اتباع أهواء الجاهلين، وأن المراد بالظالمين المتبعون لأهوائهم المبتدعة وبالمتقين المتبعون لدين الله.
والمعنى: أن الله ولي الذين يتعبون دينه لأنهم متقون والله وليهم، والذين يتبعون أهواء الجهلة ليس هو تعالى وليا لهم بل بعضهم أولياء بعض لأنهم ظالمون والظالمون بعضهم أولياء بعض فاتبع دين الله يكن لك وليا ولا تتبع أهواءهم حتى يكونوا أولياء لك لا يغنون عنك من الله شيئا.
وتسمية المتبعين لغير دين الله بالظالمين هو الموافق لما يستفاد من قوله: (أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وبالآخرة هم كافرون) الأعراف: 45.
* * * هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون - 20. أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون - 21. وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون - 22. أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون - 23. وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست