تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٠٠
[فلما أحسن عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون - نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون (53)] التوراة، وهو قول الله في الذي قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل " ولا حل لكم بعض الذي حرم عليكم " وأمر عيسى من معه ممن اتبعه من المؤمنين أن يؤمنوا لشريعة التوراة والإنجيل (1).
وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعوا * إن الله ربى وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم: الظاهر أن قوله " جئتكم بآية من ربكم " تكرير لما قبله، أي قد جئتكم بآية بعد أخرى مما ذكرت لكم. والأول لتمهيد الحجة والثاني لتقريبها إلى الحكم، ولذلك رتب عليه بالفاء قوله (فاتقوا الله) أي أني جئتكم بالمعجزات القاهرة والآيات الباهرة فاتقوا الله في المخالفة وأطيعوا لي فيما أدعوكم إليه، ثم شرع في الدعوة وأشار إليها بالقول المجمل، فقال: " إن الله ربي وربكم " إشارة إلى استكمال القوة النظرية بالاعتقاد الحق الذي غايته التوحيد، وقال: " فاعبدوه " إشارة إلى استكمال القوة العملية، فإنه بملازمة الطاعة التي هي الاتيان بالأوامر والانتهاء عن المناهي، ثم قرر ذلك بأن بين: إن الجمع بين الامرين هو الطريق المشهود عليه بالاستقامة.
وقيل: معناه وجئتكم بآية أخرى ألهمنيها ربكم، وهو قوله " إن الله ربي وربكم " فإنه دعوة الحق المجمع عليه فيما بين الرسل، الفارقة بين النبي والساحر، أو جئتكم على أن الله ربي وربكم، وقوله " فاتقوا الله وأطيعون " اعتراض.
فلما أحسن عيسى منهم الكفر: قيل: تحقق كفرهم عنده، تحقق ما يدرك

(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست