تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٩٥
قال له اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه خلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فكان طيرا بإذن الله عز وجل.
فقال له علي: لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) قد فعل ما هو شبيه بهذا، إذ أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا، ثم قال للحجر:
انفلق، فانفلق ثلاث فلق يسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى، ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته، ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس، ثم قال لها: انشقي، فانشقت نصفين ثم قال لها: التزقي فالتزقت، ثم قال لها: اشهدي لي بالنبوة، فشهدت.
ثم قال له اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى.
فقال له علي (عليه السلام): لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعطي ما هو أفضل [من ذلك]، أبرأ ذا العاهة من عاهته، فبينما هو جالس (عليه السلام) إذ سأل عن رجل من أصحابه؟ فقالوا: يا رسول الله إنه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ [الذي] لا ريش عليه، فأتاه (عليه السلام) فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال: نعم، كنت أقول:
يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ألا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
فقالها: فكأنما نشط من عقال وقام صحيحا وخرج معنا.
وقد أتاه رجل من جهينة أجذم ينقطع من الجذم فشكا إليه (صلى الله عليه وآله) فأخذ قدحا من الماء فتفل فيه، ثم قال: امسح به جسدك، ففعل فبرئ حتى لم يوجد عليه شئ ولقد اتي بأعرابي أبرص فتفل من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا.
ولئن زعمت أن عيسى (عليه السلام) أبرأ ذوي العاهات من عاهاتهم فإن محمدا (صلى الله عليه وآله) بينما هو في بعض أصحابه إذ هو بامرأة فقالت: يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب، فقال
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست