تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٦٠
ونمنعكم من المؤمنين: بأن خذلناهم عنكم، بتخييل ما ضعفت به قلوبهم وتوانينا في مظاهرتهم، فأشركونا فيما أصبتم.
سمى ظفر المسلمين فتحا وظفر الكافرين نصيبا، لخسة نصيبهم، فإنه مقصور على أمر دنيوي سريع الزوال.
فالله يحكم بينكم يوم القيمة: يفصل بينكم بالحق.
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا: بالحجة وإن جاز أن يغلبوهم بالقوة.
وفي عيون الأخبار: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه) قال: حدثني أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله إن في سواد الكوفة قوم يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقع عليه السهو في صلاته؟ فقال: كذبوا لعنهم الله، إن الذي لا يسهو هو الله لا إله إلا هو، قال: قلت: يا بن رسول الله وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن علي (عليهما السلام) لم يقتل، وأنه ألقى سهمه على حنظلة بن أسعد الشامي، وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم (عليه السلام)، ويحتجون بهذه الآية: " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " فقال: كذبوا عليهم غضب الله ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أخباره بأن الحسين (عليه السلام) سيقتل، والله لقد قتل الحسين وقتل من كان خيرا من الحسين، أمير المؤمنين والحسن بن علي (عليهم السلام)، وما منا إلا مقتول، وإني والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني، أعرف ذلك بعهد معهود إلي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبره به جبرئيل عن رب العالمين (عز وجل)، فأما قوله (عز وجل) " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " فإنه يقول: لن يجعل الله لهم على أنبيائه (عليهم السلام) سبيلا من طريق الحجة (1).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 203 ب 46 ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في وجه دلائل الأئمة والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله ح 5.
(٦٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 655 656 657 658 659 660 661 662 663 664 665 ... » »»
الفهرست