تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٣
ولكن انظر في ليلتي فاصنع بها ما شئت، وما كان سوى ذلك من شئ فهو لك ودعني على حالتي وهو قوله (تبارك وتعالى): " فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا " وهو هذا الصلح (1).
حميد بن زياد، عن ابن سماعة، وعن الحسين بن هاشم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قوله الله (جل اسمه): " وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا " قال: هذا يكون عنده المرأة لا تعجبه، فيريد طلاقها، فتقول: له: أمسكني ولا تطلقني، وأدع لك ما على ظهرك وأعطيك من مالي وأحللك من يومي وليلتي، فقد طاب ذلك كله (2).
والصلح خير: من الفرقة وسوء العشرة، أو من الخصومة. ويجوز أن يكون المراد أنه من الخيور، كما أن الخصومة من الشرور، وهو اعتراض، وكذا قوله.
وأحضرت الأنفس الشح: ولذلك اغتفر عدم تجانسهما.
والأول للترغيب في المصالحة، والثاني لتمهيد العذر في المماكسة.
ومعنى إحضار الأنفس الشح، جعلها حاضرة له مطوعة عليه، فلا تكاد المرأة تسمح بالاعراض عنها والتقصير في حقها، ولا الرجل يسمح بأن يمسكها ويقوم بحقها على ما ينبغي إذا كرهها أو أحب غيرها.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: " وأحضرت الأنفس الشح " فمنها من اختارته ومنها من لم يختره (3).
وإن تحسنوا: في العشرة.
وتتقوا: النشوز والاعراض ونقص الحق.
فإن الله كان بما تعملون: من الاحسان والخصومة.
خبيرا: عالما به وبالغرض منه، فيجازيكم عليه. أقام كونه عالما بأعمالهم،

(١) الكافي: ج ٦ ص ١٤٥ كتاب الطلاق، باب النشوز ح ٢.
(٢) الكافي: ج ٦ ص ١٤٥ كتاب الطلاق، باب النشوز ح 3.
(3) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 155 س 9 في تفسيره لآية 128 من سورة النساء.
(٦٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 638 639 640 641 642 643 644 645 646 647 648 ... » »»
الفهرست