تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٨
فيقولون بأجمعهم " ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ظالمين " (1) (2).
وفي أصول الكافي: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): في هذه الآية، قال: نزلت في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة في كل قرن (3) منهم إمام منا شاهد عليهم ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهد علينا (4).
وفي شرح الآيات الباهرة مثله سواء (5).
أقول: نزول الآية في هذه الأمة، لا ينافي عموم حكمها، فلا تنافي بين الاخبار.
وفي مجمع البيان: وروي أن عبد الله بن مسعود قرأ هذه الآية ففاضت عيناه (6).

(١) المؤمنون: ١٠٦.
(٢) الاحتجاج: ج ١ ص ٢٤٢، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القران متشابهة.. س ٢١.
(٣) قوله: (في كل قرن) في النهاية: ج ٤ ص ٥١ القرن أهل كل زمان: وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان، مأخوذ من الاقتران، فكأنه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم، وقيل: القرن أربعون سنة، وقيل: ثمانون، وقيل: هو مطلق الزمان.
قوله: (شاهد عليهم) يوم القيامة بما علم منهم من خير وشر، كما أن عليهم شاهدا من الملائكة والأعضاء لقوله تعالى: " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ".
قوله: (شاهد علينا) الظاهر أن المراد بضمير المتكلم الأئمة (عليهم السلام)، واحتمال إرادة جميع الأمة بعيد.
وتحقق هذه الشهادة: أن النفس القدسية النبوية مع كونها متعلقة بالبدن كانت مطلعة على الأمور الغائبة، فكيف إذا فارقه، فإنها إذن تكون مطلعة على جميع أفعال الأمم من خير أو شر قطعا. وأما فائدتها فلان الناس إذا علموا أن لهم شهيدا ورقيبا وكتابا لما يفعلون كان ذلك ادعى لهم إلى الطاعة والقربات وأمنع لهم عن المعصية والشهوات، لاحترازهم عن الافتضاح في محفل القيامة على رؤوس الاشهاد (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني: ج ٥ ص ١٩٣).
(٤) الكافي: ج ١ ص ١٩٠ كتاب الحجة باب في أن الأئمة شهداء الله (عز وجل) على خلقه، ح 1.
(5) لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الظاهرة: ص 135.
(6) مجمع البيان: ج 3 ص 49 في تفسيره لآية 41 من سورة النساء.
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»
الفهرست