تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٧
في كتاب التوحيد: عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) وقد ذكر أهل المحشر: ثم يجتمعون في مواطن اخر، فيستنطقون، فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله (عز وجل): " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه " (1) فيستنطقون، فلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فيقوم الرسل (عليهم السلام) فيشهدون في هذه المواطن، فذلك قوله: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " (2).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث يذكر فيه أحوال أهل الموقف وفيه: فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها إلى أممهم، فيخبروا أنهم قد أدوا ذلك إلى أممهم، تسأل الأمم فيجحدونه، كما قال الله: " فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين " (3) فيقولون " ما جاءنا من بشير ولا نذير " (4) فيستشهد الرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشهد بصدق الرسل ويكذب من جحدها من الأمم، فيقول لكل أمة منهم بلى " قد جاء كم بشير ونذير والله على كل شئ قدير " (5) أي يتقدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم، ولذلك قال الله تعالى لنبيه:
" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من أن يختم الله على أفواههم وأن يشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون، ويشهد على منافقي قومه وأمته وكفارهم بإلحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده وتغييرهم سنة واعتدائهم على أهل بيته وانقلابهم على أعقابهم وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لأنبيائها،

(١) عبس: ٣٦.
(٢) التوحيد: ص ٢٦١ باب ٣٦ الرد على الثنوية والزنا دقة س ٦.
(٣) الأعراف: ٦.
(٤) المائدة: ١٩.
(٥) المائدة: ١٩.
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»
الفهرست