تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٢٠
[إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين (68)] إلى المغرب ولا نصرانيا يصلي إلى المشرق، ولكن كان حنيفا مسلما على دين محمد (صلى الله عليه وآله) (1).
إن أولى الناس بإبراهيم: أي أقربهم به، من الولي بمعنى القرب.
للذين اتبعوه: من أمته.
وهذا النبي والذين آمنوا: لموافقتهم له في أكثر ما شرع لهم.
والمراد ب‍ " الذين آمنوا " هم الأئمة وأتباعهم.
والله ولى المؤمنين: ينصرهم ويجازيهم الحسنى بإيمانهم.
وفي أصول الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشا، عن مثنى، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه (2) وهذا النبي والذين آمنوا " قال: هم الأئمة (عليهم السلام) ومن اتبعهم (3).

(١) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٧٧ ح ٦٠.
(٢) قوله " ان أولى الناس بإبراهيم " أي أخص الناس بإبراهيم وأقربهم منه للذين اتبعوه من أمته وهذا النبي لموافقته له في أصول شريعته، والذين آمنوا بهذا النبي إيمانا حقيقيا وهم الأئمة (عليهم السلام) ومن اتبعهم من الشيعة، وفيه قطع لافتخار كل من نسب نفسه إليه في النسب، أو الذين مع مخالفته له في أصول شريعته التي من جملتها تعيين الخليفة. هذا إذا قرئ " النبي " بالرفع على أنه خبر بعد خبر ل‍ " ان ". وأما إن قرئ بالنصب على العطف بالهاء في " اتبعوه " أو بالجر على العطف بإبراهيم، فيظهر معناه بأدنى تأمل، ويتعين حينئذ تفسير " الذين آمنوا " بالأئمة، لا بهم وبمن اتبعهم، ويفتقر في قراءة الجر إلى تقدير والسياق قرينة له، فليتأمل (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني: ج ٧ ص ٥٨).
(٣) الكافي: ج ١ ص ٤١٦ كتاب الحجة باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح 20.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست