إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٥٤
يكون هو ضمير الشأن، لأن المفسر لضمير الشأن مبتدأ وخبر، ودخول الباء في بمزحزحه يمنع من ذلك.
قوله تعالى (من كان عدوا لجبريل) من شرطية، وجوابها محذوف تقديره فليمت غيظا أو نحوه (فإنه نزله) ونظيره في المعنى " من كان يظن أن لن ينصره الله " ثم قال " فليمدد " (بإذن الله) في موضع الحال من ضمير الفاعل في نزل، وهو ضمير جبريل، وهو العائد على اسم إن، والتقدير نزوله ومعه الإذن، أو مأذونا به (مصدقا) حال من الهاء في نزله (و) كذلك (هدى وبشرى) أي هاديا ومبشرا.
قوله تعالى (عدو للكافرين) وضع الظاهر موضع المضمر، لأن الأصل:
من كان عدوا لله وملائكته فإن الله عدو له أو لهم، وله في القرآن نظائر كثيرة ستمر بك إن شاء الله.
قوله تعالى (أو كلما) الواو للعطف، والهمزة قبلها للاستفهام على معنى الانكار، والعطف هنا على معنى الكلام المتقدم في قوله " أفكلما جاءكم رسول " وما بعده، وقيل الواو زائدة، وقيل هي أو التي لأحد الشيئين حركت بالفتح، وقد قرئ شاذا بسكونها (عهدا) مصدر من غير لفظ الفعل المذكور، ويجوز أن يكون مفعولا به: أي أعطوا عهدا، وهنا مفعول آخر محذوف تقديره: عاهدوا الله أو عاهدوكم.
قوله تعالى (رسول من عند الله مصدق) هو مثل قوله " كتاب من عند الله مصدق " وقد ذكر (الكتاب) مفعول أوتوا، و (كتاب الله) مفعول نبذ (كأنهم) هي وما عملت فيه في موضع الحال، والعامل نبذ، وصاحب الحال فريق تقديره شبهين للجهال.
قوله تعالى (واتبعوا) هو معطوف على وأشربوا أو على نبذة فريق (تتلو) بمعنى تلت (على ملك) أي على زمن ملك، فحذف المضاف، والمعنى في زمن و (سليمان) لا ينصرف، وفيه ثلاثة أسباب: العجمة، والتعريف، والألف والنون، وأعاد ذكره ظاهرا تفخيما، وكذلك تفعل في الأعلام والأجناس أيضا كقول الشاعر:
لا أرى الموت يسبق الموت شئ * يغص الموت ذا الغنى والفقيرا (ولكن الشياطين) يقرأ بتشديد النون ونصب الاسم، ويقرأ بتخفيفها ورفع
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست