إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٣٩
بدل محمولا على المعنى تقديره: فقال الذين ظلموا قولا غير الذي، لأن تبديل القول كان بقول (من السماء) في موضوع نصب متعلق بأنزلنا، ويجوز أن يكون صفة لرجز، فيتعلق بمحذوف، والرجز بكسر الراء وضمها لغتان (بما كانوا) الباء بمعنى السبب: أي عاقبناهم بسبب فسقهم.
قوله (استسقى) الألف منقلبة عن ياء لأنه من السقي. وألف العصا من واو، لأن تثنيتها عصوان، وتقول: عصوت بالعصا: أي ضربت بها، والتقدير:
فضرب (فانفجرت اثنتا عشرة) من العرب من يسكن الشين، ومنهم من يكسرها، وقد قرئ بهما، ومنهم من يفتحها (مفسدين) حال مؤكدة لأن قوله " لا تعثوا " لا تفسدوا:
قوله تعالى (يخرج لنا مما تنبت الأرض) مفعول يخرج محذوف تقديره:
شيئا مما تنبت الأرض، و " ما " بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، ولا تكون مصدرية لأن المفعول المقدر لا يوصف بالإنبات، لأن الإنبات مصدر والمحذوف جوهر (من بقلها) من هنا لبيان الجنس ووضعها نصب على الحال من الضمير المحذوف تقديره: مما تنبته الأرض كائنا من بقلها، ويجوز أن يكون بدلا من " ما " الأولى بإعادة حرف الجر، والقثاء بكسر القاف وضمها لغتان، وقد قرئ بهما، والهمزة أصل لقولهم: أقثأت الأرض، واحدته قثاءة (أدنى) ألفه منقلبة عن واو لأنه من دنا يدنو إذا قرب، وله معنيان: أحدهما أن يكون المعنى ما تقرب قيمته بخساسته ويسهل تحصيله، والثاني أن يكون بمعنى القريب منكم لكونه في الدنيا و " الذي هو خير " ما كان من امتثال أمر الله، لأنه نفعه متأخر إلى الآخرة. وقيل الألف مبدلة من همزة لأنه مأخوذ من دنؤ يدنؤ فهو دنئ، والمصدر الدناءة، وهو من الشئ الخسيس، فأبدل الهمزة ألفا كما قال: * لأهناك المرتع * وقيل أصله أدون، من الشئ الدون، فأخر الواو فانقلبت ألفا، فوزنه الآن أفلع (اهبطوا) الجيد كسر الباء والضم لغة وقد قرئ به (مصرا) نكرة، فلذلك انصرف، والمعنى: اهبطوا بلدا من البلدان، وقيل هو معرفة وانصرف لسكونه أوسطه، وترك الصرف جائز، وقد قرئ به، وهو مثل هند ودعد، والمصر في الأصل: هو الحد بين الشيئين (ما سألتم) " ما " في موضع نصب اسم إن، وهي بمعنى الذي، ويضعف أن تكون نكرة موصوفة (وباءوا) الألف في باءوا منقلبة عن واو، لقولك في المستقبل يبوء (بغضب) في موضع الحال: أي رجعوا مغضوبا عليهم (من الله) في موضع جر
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست