إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٨٤
زائدة، ولكن كان الناقصة لا تفصل بين " ما " وبين صلتها. وقد ذكرنا ذلك في قوله " بما كانوا يكذبون " وعلى هذا القول تحتاج كان إلى اسم، ويضعف أن يكون اسمها ضمير الشأن لأن الجملة التي بعدها صلة " ما " فلا تصلح للتفسير فلا يصلح بها الإيضاح، وتمام الاسم لأن المفسر يجب أن يكون مستقبلا فتدعو الحاجة إلى أن نجعل فرعون اسم كان وفي يصنع ضمير يعود عليه، و (يعرشون) بضم الراء وكسرها لغتان، وكذلك يعكفون، وقد قرئ بهما فيهما.
قوله تعالى (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) الباء هنا معدية كالهمزة والتشديد، أي أجزنا ببني إسرائيل البحر وجوزنا.
قوله تعالى (كما لهم آلهة) في " ما " ثلاثة أوجه: أحدها هي مصدرية، والجملة بعدها صلة لها، وحسن ذلك أن الظرف مقدر بالفعل. والثاني أن " ما " بمعنى الذي، والعائد محذوف، وآلهة بدل منه تقديره: كالذي هو لهم، والكاف وما عملت فيه صفة لإله: أي إلها مماثلا للذي لهم. والوجه الثالث أن تكون " ما " كافة للكاف، إذ من حكم الكاف أن تدخل على المفرد، فلما أريد دخولها على الجملة كفت بما.
قوله تعالى (ما هم فيه) يجوز أن تكون " ما " مرفوعة بمتبر، لأنه قوى بوقوعه خبرا، وأن تكون " ما " مبتدأ ومتبر خبر مقدم.
قوله تعالى (أغير الله) فيه وجهان: أحدهما هو مفعول أبغيكم، والتقدير:
أبغى لكم فحذف اللام، و (إلها) تمييز. والثاني أن إلها مفعول أبغيكم غير الله صفة له قدمت عليه فصارت حالا (وهو فضلكم) يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى (ثلاثين ليلة) هو مفعول ثان لواعدنا، وفيه حذف مضاف تقديره: إتيان ثلاثين أو تمام ثلاثين، و (أربعين ليلة) حال تقديرها: فتم ميقات ربه كاملا، وقيل هو مفعول تم، لأن معناه بلغ، فهو كقولهم: بلغت أرضك جريبين، و (هارون) بدل أو عطف بيان، ولو قرئ بالرفع لكان نداء أو خبر مبتدإ محذوف.
قوله تعالى (جعله دكا) أي صيره، فهو متعد إلى اثنين، فمن قرأ " دكا " جعله مصدرا بمعنى المدكوك: وقيل تقديره: ذا دك، ومن قرأ بالمد جعله مثل أرض دكاء أو ناقة دكاء، وهي التي لا سنام لها، و (صعقا) حال مقارنة.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست