إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٢٤
وجوابها في موضع رفع عطفا على خبر أن الثانية، ويجوز أن يكون مستأنفا في اللفظ، وإن كان له تعلق بما قبله في المعنى، و (تفيض) في موضع نصب على الحال، لأن ترى من رؤية العين، و (من الدمع) فيه وجهان: أحدهما أن من لابتداء الغاية:
أي فيضها من كثرة الدمع. والثاني أن يكون حالا، والتقدير: تفيض مملوءة من الدمع، وأما (مما عرفوا) فمن لابتداء الغاية ومعناها: من أجل الذي عرفوه، و (من الحق) حال من العائد المحذوف (يقولون) حال من ضمير الفاعل في عرفوا.
قوله تعالى (وما لنا) ما في موضع رفع بالابتداء، ولنا الخبر، و (لا نؤمن) حال من الضمير في الخبر، والعامل فيه الجار: أي مالنا غير مؤمنين، كما تقول:
مالك قائما (وما جاءنا) يجوز أن يكون في موضع جر: أي وبما جاءنا (من الحق) حال من ضمير الفاعل، ويجوز أن تكون لابتداء الغاية: أي ولما جاءنا من عند الله، ويجوز أن يكون مبتدأ ومن الحق الخبر، والجملة في موضع الحال (ونطمع) يجوز أن يكون معطوفا على نؤمن: أي وما لنا لا نطمع، ويجوز أن يكون التقدير: ونحن نطمع، فتكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في نؤمن، و (أن يدخلنا) أي في أن يدخلنا، فهو في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه.
قوله تعالى (حلالا) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو مفعول كلوا، فعلى هذا يكون مما في موضع الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليها، ويجوز أن تكون " من " لابتداء غاية الأكل، فتكون متعلقة بكلوا كقولك: أكلت من الخبز رغيفا إذا لم ترد الصفة. والوجه الثاني أن يكون حالا من " ما " لأنها بمعنى الذي، ويجوز أن يكون حالا من العائد المحذوف فيكون العامل رزق. والثالث أن يكون صفة لمصدر محذوف:
أي أكلا حلالا، ولا يجوز أن ينصب حلالا برزق على أنه مفعوله، لأن ذلك يمنع من أن يعود إلى " ما " ضمير.
قوله تعالى (باللغو في أيمانكم) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون متعلقة بنفس اللغو لأنك تقول: لغا في يمينه، وهذا مصدر بالألف واللام يعمل ولكن معدى بحرف الجر. والثاني أن تكون حالا من اللغو: أي باللغو كائنا أو واقعا في أيمانكم. والثالث أن يتعلق في بيؤاخذكم (عقدتم) يقرأ بتخفيف القاف وهو الأصل، وعقد اليمين هو قصد الالتزام بها، ويقرأ بتشديدها وذلك لتوكيد اليمين
(٢٢٤)
مفاتيح البحث: الأكل (1)، الجواز (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست