إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ١٧٦
نكاح المحصنات، وهو من قولك طلته: أي نلته، ومنه قول الفرزدق:
إن الفرزدق صخرة عادية * طالت فليس ينالها الأوعالا أي طالت الأوعالا. والثاني أن يكون على تقدير حذف حرف الجر: أي إلى أن ينكح، والتقدير: ومن لم يستطع وصلة إلى نكاح المحصنات، وقيل المحذوف اللام، فعلى هذا يكون في موضع صفة طول، والطول المهر: أي مهرا كائنا لأن ينكح، وقيل هو مع تقدير اللام مفعول الطول: أي طولا لأجل نكاحهن (فمن ما) في من وجهان: أحدهما هي زائدة، والتقدير: فلينكح ما ملكت. والثاني ليست زائدة، والفعل المقدر محذوف تقديره: فلينكح امرأة مما ملكت، ومن على هذا صفة للمحذوف، وقيل مفعول الفعل المحذوف (فتياتكم) ومن الثانية زائدة، و (والمؤمنات) على هذه الأوجه صفة الفتيات، وقيل مفعول الفعل المحذوف المؤمنات، والتقدير: من فتياتكم الفتيات المؤمنات، وموضع من فتياتكم إذا لم تكن من زائدة حال من الهاء المحذوفة في ملكت، وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره: فلينكح بعضكم من بعض الفتيات، فعلى هذا يكون قوله (والله أعلم بإيمانكم) معترضا بين الفعل والفاعل، و (بعضكم) فاعل الفعل المحذوف، والجيد أن يكون بعضكم مبتدأ، و (من بعض) خبره أي بعضكم من جنس بعض في النسب والدين، فلا يترفع الحر عن الأمة عند الحاجة، وقيل " فمما ملكت " خبر مبتدأ محذوف: أي فالمنكوحة مما ملكت (محصنات) حال من المفعول في " وآتوهن " (ولا متخذات) معطوف على محصنات والإضافة غير محضة. والأخدان جمع خدن مثل عدل وأعدال (فإذا أحصن) يقرأ بضم الهمزة: أي بالأزواج وبفتحها أي فروجهن (فإن أتين) الفاء جواب إذا (فعليهن) جواب إن (من العذاب) في موضع الحال من الضمير في الجار، والعامل فيها العامل في صاحبها، ولا يجوز أن تكون حالا من ما لأنها مجرورة بالإضافة فلا يكون لها عامل (ذلك) مبتدأ (لمن خشي) الخبر: أي جائز للخائف من الزنا (وأن تصبروا) مبتدأ، و (خير لكم) خبره.
قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) مفعول يريد محذوف تقديره: يريد الله ذلك: أي تحريم ما حرم وتحليل ما حلل ليبين، واللام في ليبين متعلقة بيريد، وقيل اللام زائدة والتقدير: يريد الله أن يبين فالنصب بأن.
قوله تعالى (ويريد الذين يتبعون الشهوات) معطوف على قوله " والله
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست