تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٩٧
تقطيعها بقتلهم أو في النار، وقرئ: " إلى أن " (1)، وروي ذلك عن الصادق (عليه السلام) (2)، وفي قراءة عبد الله: " ولو قطعت قلوبهم " (3)، وقيل: معناه: إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما على تفريطهم (4).
* (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموا لهم بأن لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرءان ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (111) التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين (112)) * عبر سبحانه عن إثابتهم بالجنة على بذلهم * (أنفسهم وأموا لهم) * في سبيله:
بالاشتراء، وجعل الثواب ثمنا وأعمالهم الحسنة مثمنا تمثيلا، وروي: أنه تاجرهم فأغلى لهم الثمن (5).
وعن الصادق (عليه السلام): " ليس لأبدانكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها إلا بها " (6).
وعن الحسن: أنفسا هو خلقها، وأموالا هو رزقها (7).
وروي: أن الأنصار حين بايعوه على العقبة قال عبد الله بن رواحة (8): اشترط

(١) قرأه الحسن ومجاهد وقتادة ويعقوب وأبو حاتم. راجع التبيان: ج ٥ ص ٣٠٣، والبحر المحيط لأبي حيان: ج ٥ ص ١٠١.
(٢) رواها البرقي عنه (عليه السلام) كما في مجمع البيان: ج ٥ - ٦ ص ٧٠.
(٣) حكاها عنه الزمخشري في كشافه: ج ٢ ص ٣١٣.
(٤) قاله سفيان كما حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٢ ص ٤٠٥.
(٥) رواه ابن عباس والحسن وقتادة. راجع تفسير الحسن البصري: ج ١ ص ٤٢٩، وتفسير ابن كثير: ج ٢ ص ٣٧٤، وتفسير الطبري: ج ٦ ص ٤٨٢.
(٦) تحف العقول: ٣٧٩.
(٧) تفسير الحسن البصري: ج ١ ص ٤٢٩.
(٨) هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي، يكنى أبا محمد، أحد النقباء، شهد العقبة وبدرا واحدا والحديبية، استشهد يوم مؤتة وقد كان أحد الامراء في الوقعة، وكان أحد الشعراء الذين كانوا يردون الأذى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). انظر الاستيعاب:
ج ٣ ص ٨٩٨
.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»