تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٩٤
لا يكلموهم ففعلوا ذلك، ثم تاب الله عليهم بعد خمسين يوما، وتصدق كعب بثلث ماله شكرا لله على توبته.
* (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون (107) لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين (108) أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوا ن خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين (109) لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم (110)) * قرأ أهل المدينة والشام: " الذين اتخذوا " بغير واو (1)، وكذلك هو في مصاحفهم (2) لأنها قصة برأسها.
روي: أن بني عمرو بن عوف (3) لما بنوا مسجد قباء وصلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حسدتهم إخوتهم بنو غنم بن عوف (4) وقالوا: نبني مسجدا نصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد، فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قباء، وقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يتجهز إلى تبوك: إنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه، فقال (صلى الله عليه وآله):
" إني على جناح سفر "، ولما انصرف من تبوك نزلت (5)، فأرسل من هدم المسجد وأحرقه، وأمر أن يتخذ مكانه كناسة تلقى فيها الجيف والقمامة (6).

(١) انظر التبيان: ج ٥ ص ٢٩٧.
(٢) انظر الكشاف: ج ٢ ص ٣٠٩.
(٣) هم بطن من الأوس من الأزد، من القحطانية. (انظر معجم قبائل العرب: ج ٢ ص ٨٣٤).
(4) وهم بطن من الخزرج من الأزد، من القحطانية. (انظر المصدر السابق: ج 3 ص 894).
(5) أي نزلت هذه الآية.
(6) رواها ابن كثير في تفسيره: ج 2 ص 371.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»