تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٨٢
" القوم " مؤنث، وتصغيره " قويمة ". * (أخوهم) * مثل قول العرب: يا أخا بني أسد، يريدون: يا واحدا منهم، ومنه بيت الحماسة:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم * في النائبات على ما قال برهانا (1) * (رسول أمين) * على الرسالة، أو كان مشهورا فيهم بالأمانة كمحمد (صلى الله عليه وآله) في قريش. * (وأطيعون) * فيما أدعوكم إليه من الإيمان والتوحيد. * (وما أسئلكم) * على هذا الأمر * (من أجر) * يعني على دعائه ونصحه. * (فاتقوا الله) * في طاعتي، وكرر ذلك ليقرره في نفوسهم مع أن كل واحد منهما قد تعلق بعلة: جعل علة الأول كونه أمينا فيما بينهم، وعلة الثاني حسم طمعه عنهم.
وقرئ: " وأتباعك " (2) جمع تابع كشاهد وأشهاد، أو جمع تبع كبطل وأبطال.
والواو للحال، والتقدير: وقد اتبعك، فأضمر " قد "، والرذالة والنذالة: الخسة والدناءة، وإنما استرذلوهم لاتضاع نسبهم وقلة نصيبهم من الدنيا، وقيل: كانوا من أهل الصناعات الدنيئة كالحياكة ونحوها (3).
* (وما علمي) * وأي شئ علمي؟ والمراد: انتفاء علمه بسر أمرهم وباطنه، وإنما قال هذا لأنهم قد طعنوا مع استرذالهم في إيمانهم، وادعوا أنهم لم يؤمنوا على بصيرة وإنما آمنوا هوى وبديهة، كما حكى الله عنهم قولهم: * (الذين هم أراذلنا بادي الرأي) * (4). ويجوز أن يكون قد فسر نوح قولهم: * (الأرذلون) *

(١) البيت منسوب لقريط بن انيف العنبري، وهو أول أبيات ثمانية نظمها عندما أغار عليه ناس من بني شيبان فأخذوا له ثلاثين بعيرا، فاستنجد قومه فلم ينجدوه، فأتى مازن تميم فركب معه نفر فأطردوا لبني شيبان مائة بعير فدفعوها إليه. انظر خزانة الأدب: ج ٧ ص ٤٤١.
(٢) قرأه عبد الله وابن عباس والأعمش وأبو حياة والضحاك وابن السميقع وسعيد بن أبي سعيد الأنصاري وطلحة ويعقوب. راجع التبيان: ج ٨ ص ٤١، وتفسير الآلوسي: ج ١٩ ص ١٠٧.
(٣) قاله عكرمة ومجاهد. راجع تفسير الماوردي: ج ٤ ص ١٧٩، وتفسير البغوي: ج ٣ ص ٣٩٢.
(٤) هود: ٢٧.
(٦٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 677 678 679 680 681 682 683 684 685 686 687 ... » »»