تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٧١
من مجاز الكلام لأنه تعالى لا يوصف بالاستماع على الحقيقة، فإن الاستماع جار مجرى الإصغاء، وإنما يوصف بأنه سميع وسامع، والمراد: إنا لكما كالظهير المعين إذا حضر واستمع ما يجري بينكما وبينه، فأظهركما عليه وأكسر شوكته عنكما. ويجوز أن يكونا خبرين ل‍ " أن "، وأن يكون * (مستمعون) * مستقرا، و * (معكم) * لغوا.
* (إنا رسول رب العالمين) * جعل " رسول " هنا بمعنى الرسالة، فلم يثن كما ثنى في قوله: * (إنا رسولا ربك) * (1)، كما يفعل في الصفة بالمصادر نحو: صوم وزور.
ويجوز أن يوحد لأن حكمهما واحد بالاتفاق والأخوة، فكأنهما رسول واحد.
* (أن أرسل) * بمعنى: أي أرسل لتضمن الرسول معنى الإرسال، وفي الإرسال معنى القول، كما في المناداة ونحوها. ومعنى هذه الارسال التخلية والإطلاق، كما يقال: أرسل البازي، والمراد: خل بني إسرائيل يذهبوا معنا إلى فلسطين، وكانت مسكنهما.
وفي الكلام حذف تقديره: فذهبا إلى فرعون وبلغا الرسالة على ما أمرا به، فعند ذلك * (قال) * فرعون لموسى: * (ألم نربك) * وهذا النوع من الاختصار كثير في التنزيل. الوليد: الصبي لقرب عهده بالولادة * (سنين) * قيل: لبث عندهم ثماني عشرة سنة (2)، وقيل: ثلاثين سنة (3)، وقال الكلبي: أربعين سنة (4). * (فعلت فعلتك) * يعني: قتلت القبطي، أي: * (وأنت) * لذلك * (من الكافرين) * لنعمتي وحق تربيتي.

(١) طه: ٤٧.
(2) قاله ابن عباس كما في مجمع البيان: ج 7 ص 186.
(3) قاله ابن عباس ومقاتل. راجع مجمع البيان السابق.
(4) حكاه عنه الآلوسي في تفسيره: ج 19 ص 68.
(٦٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 665 667 668 669 670 671 672 673 674 675 676 ... » »»