تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٥٧
" النجس " مصدر، ومعناه: ذو نجس، لأن معهم الشرك الذي هو بمنزلة النجس، أو جعلوا كأنهم النجاسة بعينها مبالغة في وصفهم بها، وعن ابن عباس: أعيانهم نجسة كالكلاب والخنازير (1)، وعن الحسن: من صافح مشركا توضأ (2).
وعن الصادقين (عليهما السلام): " من صافح الكافر ويده رطبة غسل يده، وإلا مسحها بالحائط " (3).
* (فلا يقربوا المسجد الحرام) * فلا يحجوا ولا يعتمروا كما كانوا يفعلون في الجاهلية * (بعد) * حج * (عامهم هذا) * وهو عام تسع من الهجرة * (وإن خفتم عيلة) * أي: فقرا بسبب منع المشركين من الحج وما كان لكم في قدومهم عليكم من الإرفاق والمكاسب * (فسوف يغنيكم الله من فضله) * من عطائه وتفضله على وجه آخر، فأسلم أهل جدة وصنعاء وجرش (4) وتبالة (5) فحملوا الطعام إلى مكة فكان ذلك أعود عليهم، وأرسل السماء عليهم مدرارا أكثر بها خيرهم.
* (قتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم

(١) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ٢٦١.
(٢) تفسير الحسن البصري: ج ١ ص ٤١٢.
(٣) كذا في النسخ، والظاهر هو سهو، إذ لم نعثر عليه بهذه الألفاظ ولا قريب منها عنهما (عليهما السلام)، ولكن وجدناه قولا منسوبا إلى أصحابنا - كما في مجمع البيان نسبه إلى أصحابنا - وليس حديثا مرويا. انظر تهذيب الأحكام: ج ١ ص ٢٦٢، ومجمع البيان: ج 5 - 6 ص 20.
(4) جرش: من مخاليف اليمن من جهة مكة، وقيل: هي مدينة عظيمة باليمن وولاية واسعة، وذكر بعض أهل السير أن تبعا خرج من اليمن غازيا حتى إذا كان بجرش وهي إذ ذاك خربة فخلف بها جمعا ممن كان صحبه ورأى فيهم ضعفا وقال: اجرشوا هاهنا، أي: أثيروا فسميت جرش بذلك. انظر معجم البلدان للحموي: ج 2 ص 59 - 61.
(5) تبالة: موضع باليمن أيضا، قال ياقوت: وأسلم أهل تبالة وجرش عن غير حرب، فأقرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أيدي أهلهما على ما أسلموا عليه وجعل على كل حالم ممن بهما من أهل الكتاب دينارا واشترط عليهم ضيافة المسلمين. انظر المعم: ج 1 ص 816.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»