تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٦
تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شئ في الأرض ولا في السماء (38) الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحق إن ربى لسميع الدعاء (39) رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء (40) ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب (41)) * يريد * (البلد) * الحرام * (آمنا) * ذا أمن، ويقال: جنبه الشر وجنبه الخير وأجنبه، والمعنى: ثبتني * (وبنى) * على اجتناب عبادة * (الأصنام) * وأراد بنيه من صلبه. * (إنهن أضللن كثيرا من الناس) * فأعوذ بك لأن تعصمني وبني من ذلك، ومعنى إضلالهن الناس: أنهم ضلوا بسببهن فكأنهن أضللنهم، كما يقال: غرته الدنيا بمعنى: اغتر بها وبسببها * (فمن تبعني) * على ملتي * (فإنه منى) * أي: هو بعضي، لاختصاصه بي وملابسته لي، ونحوه قوله (صلى الله عليه وآله): " من غشنا فليس منا " (1) أي: ليس بعض المؤمنين، لأن الغش ليس من أفعالهم * (ومن عصاني فإنك غفور) * تستر على العباد معاصيهم * (رحيم) * بهم.
* (من ذريتي) * أي: بعض أولادي وهو إسماعيل وأولاده * (بواد) * هو وادي مكة * (غير ذي زرع) * لا يكون فيه شئ من زرع قط * (عند بيتك المحرم) * الذي لم يزل ممنعا عزيزا يهابه كل جبار كالشئ المحرم الذي حقه أن يجتنب، أو جعل محرما على الطوفان ممنوعا منه كما سمي عتيقا لأنه أعتق منه، أو هو محرم محترم عظيم الحرمة لا يحل انتهاكها، وما حوله حرم لحرمته * (ربنا ليقيموا الصلاة) * يتعلق اللام ب‍ * (أسكنت) * أي: ما أسكنتهم بهذا الوادي إلا ليقيموا الصلاة عند بيتك المحرم ويعمروه بذكرك وعبادتك * (فاجعل أفدة من) * أفئدة

(١) مسند أحمد: ج ٣ ص ٤٩٨، سنن الدارمي: ج ٢ ص ٢٤٨.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»