تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥
ينتفي عنده الشكوك، والمعنى: وإذ تأذن ربكم فقال: * (لئن شكرتم) * ما خولتم (1) من نعمة الإنجاء وغيرها * (لأزيدنكم) * نعمة إلى نعمة * (ولئن كفرتم) * وغمطتم (2) ما أنعمت به عليكم * (إن عذابي لشديد) * لمن كفر نعمتي.
* (إن تكفروا أنتم و) * الناس جميعهم فمضرة كفرانكم عائدة عليكم، و * (الله) * غني عن شكركم * (حميد) * مستوجب للحمد بكثرة أنعمه وإن لم يحمده حامد.
* (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب (9) قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين (10)) * * (والذين من بعدهم) * مبتدأ وخبره * (لا يعلمهم إلا الله) * وهي جملة اعتراضية، أو: * (والذين) * في محل جر عطفا على * (قوم نوح) *، و * (لا يعلمهم إلا الله) * اعتراض، والمعنى: أنهم من الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله، وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: كذب النسابون (3)، وقيل: إن بين عدنان (4) وإسماعيل ثلاثين أبا لا يعرفون (5) * (فردوا أيديهم في أفواههم) * أي: فعضوا على

(1) خوله المال: أعطاه إياه. (لسان العرب: مادة خول).
(2) غمط وغمط النعمة يغمطها غمطا: أي بطره وحقره. (الصحاح: مادة غمط).
(3) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 542.
(4) وعدنان هو أحد من تقف عندهم انساب العرب، والمؤرخون متفقون على أنه من أبناء إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام)، تقدم تفصيله في ج 1 ص 48 فراجع.
(5) قاله ابن عباس. راجع الكشاف: ج 2 ص 542.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»