تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٨
للذين استجابوا وهم المؤمنون * (و) * للذين * (لم يستجيبوا) * وهم الكافرون، أي:
هما مثلا الفريقين، و * (الحسنى) * صفة لمصدر * (استجابوا) * أي: استجابوا الاستجابة الحسنى، وقوله: * (لو أن لهم) * كلام مبتدأ في ذكر ما أعد لغير المستجيبين، وقيل: إن الكلام قد تم عند قوله: * (كذلك يضرب الله الأمثال) * وما بعده كلام مستأنف (1)، و * (الحسنى) * مبتدأ خبره * (للذين استجابوا) *، والمعنى: لهم المثوبة الحسنى وهي الجنة، و * (الذين لم يستجيبوا) * مبتدأ خبره * (لو) * مع ما في حيزه، و * (سوء الحساب) * المناقشة في الحساب، وعن النخعي (2): أن يحاسب الرجل بذنوبه كلها: لا يغفر منها شئ (3).
الصادق (عليه السلام): " هو أن لا يقبل لهم حسنة، ولا يغفر لهم سيئة " (4).
* (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب (19) الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق (20) والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب (21) والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار (22) جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل

(١) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ٥٢٤.
(٢) هو إبراهيم بن يزيد بن الأسود النخعي المذحجي، أبو عمران، مولى من أهل الكوفة، كان من أكابر التابعين صلاحا وحفظا للحديث، حمل عنه العلم وهو ابن ثمان عشرة سنة، عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب علي (عليه السلام)، توفي سنة ٩٦ ه‍، وهو ابن ست وأربعين سنة. (طبقات ابن سعد: ج ٦ ص ٢٧٠، رجال السيد الخوئي: ج ١ ص ٣٥٦).
(٣) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٣ ص ١٠٧.
(٤) تفسير العياشي: ج ٢ ص ٢١٠ ح 38 و 39.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»