تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٥
الحديث: " ولا تجعله بنا ماحلا مصدقا " يعني: القرآن، والمعنى: أنه شديد المكر بأعدائه، يأتيهم بالهلاك من حيث لا يشعرون.
* (له دعوة الحق) * معناه: أنه سبحانه يدعى فيستجيب الدعوة، فأضيفت ال‍ * (دعوة) * إلى * (الحق) * لكونها مختصة بالحق وبمعزل من الباطل، وقيل: إن معناه: دعوة المدعو الحق الذي يسمع ويجيب وهو الله سبحانه (1)، وعن الحسن:
الحق: هو الله، وكل دعاء إليه دعوة الحق (2)، * (والذين يدعون من دونه) * أي:
والآلهة الذين يدعوهم الكفار من دون الله * (لا يستجيبون لهم بشئ) * من طلباتهم * (إلا كبسط كفيه) * إلا استجابة كاستجابة باسط كفيه، أي: كاستجابة * (الماء) * من بسط كفيه إليه يطلب منه أن يبلغ * (فاه) *، والماء جماد لا يشعر ببسط كفيه ولا بحاجته إليه، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه، وقيل: معناه: أنهم كمن أراد أن يغرف الماء بيديه ليشربه فيبسطهما ناشرا أصابعه فلم تلق كفاه منه شيئا (3) * (إلا في ضلل) * أي: في ضياع لا جدوى فيه.
* (ولله يسجد) * أي: ينقادون لإحداث ما أراده فيهم من أفعاله شاؤوا أم أبوا، وينقاد له (4) * (ظللهم) * أيضا، حيث يتصرف على مشيئته في الامتداد والتقلص والفئ والزوال.
* (قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشبه

(١) قاله ابن عباس. راجع تفسيره: ص ٢٠٦.
(٢) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ٥٢١.
(٣) قاله ابن عباس. راجع تفسير البغوي: ج ٣ ص ١٢.
(4) في بعض النسخ: لهم.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»