تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٥
العذاب والنصر عليهم، وقرئ: * (كذبوا) * بالتخفيف، وهو قراءة أئمة الهدى (عليهم السلام) (1)، ومعناه: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به من نصرة الله إياهم (2)، جاء الرسل * (نصرنا) * بإرسال العذاب على الكفار " فننجي من نشاء " (3) أي: نخلص من نشاء من العذاب عند نزوله، وقرئ: * (فنجى) * بالتشديد على لفظ الماضي المبني للمفعول، والمراد ب‍ * (من نشاء) *: المؤمنون، ويبين ذلك قوله: * (ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) *.
الضمير في * (قصصهم) * راجع إلى يوسف وإخوته * (عبرة) * أي: اعتبار للعقلاء، فإن نبينا (صلى الله عليه وآله) لم يقرأ كتابا ولا سمع حديثا ولا خالط أهله ثم حدثهم به في حسن نظمه ومعانيه بحيث لم يرد عليه أحد من ذلك شيئا، وفيه أوضح برهان على صحة نبوته * (ما كان) * القرآن * (حديثا يفترى) * أي: يختلق * (ولكن) * كان * (تصديق الذي بين يديه) * أي: قبله من الكتب السماوية * (وتفصيل كل شئ) * يحتاج إليه في الدين * (وهدى) * ودلالة * (ورحمة) * ونعمة ينتفع بها المؤمنون علما وعملا.

(١) انظر تفسير العياشي: ج ٢ ص ٢٠١ ح ١٠٢.
(٢) وهو قول ابن عباس وابن مسعود وسعيد بن جبير ومجاهد وابن زيد والضحاك. راجع التبيان: ج ٦ ص ٢٠٧.
(3) الظاهر من عبارة المصنف أنه يعتمد هنا على القراءة بنونين.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 247 248 249 250 251 ... » »»