تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٧٧
* (قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين (88) قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجينا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شئ علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفتحين) * (89) أي: * (قال) * الذين رفعوا أنفسهم فوق مقدارها من قوم شعيب: ليكونن أحد الأمرين: إما إخراجكم من بلدتنا أو عودكم في الكفر، وقد يكون العود بمعنى الصيرورة (1) كما في قول الشاعر:
تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (2) * (قال) * شعيب: * (أولو كنا كارهين) * الواو واو الحال والهمزة للاستفهام (3)، أي: أتعيدوننا في ملتكم وتردوننا إليها في حال كوننا كارهين للدخول فيها؟ يريد أنا مع كراهتنا لذلك لما عرفناه من بطلانه لا نرجع (4)، أو أنكم لا تقدرون على ردنا إلى دينكم على كره منا، فيكون * (كارهين) * على هذا بمعنى: مكرهين * (قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم) * معناه: إن عدنا في ملتكم * (بعد إذ نجينا الله منها) * بأن أقام لنا الدلائل على بطلانها وأوضح الحق لنا فقد افترينا على الله كذبا فيما دعوناكم إليه (5) * (وما يكون لنا) * أي: وما ينبغي لنا وما يصح لنا * (أن

(١) انظر معاني القرآن للزجاج: ج ٢ ص ٣٥٥، والكشاف: ج ٢ ص ١٢٩.
(٢) البيت لامية بن أبي الصلت الثقفي، أراد أن لقومه مآثر ومكارم ليست عند غيرهم ثم قال:
هذه هي المكارم لا ما يفتخر به غيرهم من السماحة والضيافة بلبن ممزوج بالماء الذي يصير بعد ذلك أبوالا. انظر دلائل النبوة للبيهقي: ج ١ ص ٢٩٦.
(٣) وهو اختيار الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ١٣٠.
(٤) وهو قول الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٤ ص ٤٦٦.
(5) وهو قول القرطبي في تفسيره: ج 7 ص 250.
(٦٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 672 673 674 675 676 677 678 679 680 681 682 ... » »»