تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٨١
بفتحها، ومنه قولهم: فتحت على القارئ: إذا تعذرت عليه القراءة فيسرتها عليه بالتلقين * (أفأمن أهل القرى) * المكذبون لنبينا * (أن يأتيهم) * عذابنا * (بيتا) * أي:
بائتين أو وقت بيات، ويجوز أن يكون البيات بمعنى التبييت كالسلام بمعنى التسليم فيكون - أيضا - حالا أو ظرفا (1)، و * (ضحى) * نصب على الظرف وهو في الأصل اسم لضوء الشمس إذا أشرقت وارتفعت، والفاء والواو في * (أفأمن) * و * (أو أمن) * حرفا عطف دخلت عليهما همزة الإنكار، والمعطوف عليه قوله:
* (فأخذناهم بغتة) * (2) وما بينهما اعتراض أي: * (أ) * بعد ذلك * (أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بيتا) * وأمنوا * (أن يأتيهم بأسنا ضحى) * (3)، وقرئ: " أو أمن " بسكون الواو (4) على العطف ب‍ " أو "، * (وهم يلعبون) * أي: يشتغلون بما لا ينفعهم كأنهم يلعبون، وقوله: * (أفأمنوا مكر الله) * تكرير لقوله: * (أفأمن أهل القرى) *، و * (مكر الله) * استعارة لأخذه العبد من حيث لا يشعر ولاستدراجه إياه بالصحة والسلامة وظاهر النعمة، وعن الربيع بن خيثم (5) أن ابنته قالت له: مالي أرى

(١) انظر تفصيل ذلك في الكشاف: ج ٢ ص ١٣٣.
(٢) الأعراف: ٩٥.
(٣) انظر الكشاف: ج ٢ ص ١٣٤.
(٤) وهي قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد:
ص ٢٨٧، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٤٢١، وفي تفسير البغوي: ج ٢ ص ١٨٤: هي قراءة أهل الحجاز والشام.
(٥) هو الربيع بن خيثم بن عبد الله بن موهب بن منقذ الثوري، أبو يزيد الكوفي، روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) مرسلا وعن ابن مسعود وأبي أيوب وغيرهم، وعنه ابنه عبد الله ومنذر الثوري والشعبي وإبراهيم النخعي وغيرهم، وقال منذر الثوري: شهد مع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) صفين، وعن غير واحد أنه تخلف عن قتال علي (عليه السلام) مع معاوية وشك في جواز ذلك، فاسترخصه فرخص (عليه السلام) له. مات بعد مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) سنة ٦٣ ه‍. (تهذيب التهذيب لابن حجر: ج ٣ ص ٢٤٢، كتاب الجرح والتعديل: ج ٣ ص ٤٥٩، معجم رجال الحديث:
ج ٧ ص ١٦٨
).
(٦٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 676 677 678 679 680 681 682 683 684 685 686 ... » »»