تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٦٠
" الفتنة " (1)، وقرئ بالتاء والياء ورفع " الفتنة " (2)، وقرئ: " ربنا " بالنصب (3) على الدعاء والنداء * (وضل عنهم ما كانوا يفترون) * أي: يفترون إلهيته وشفاعته، وإنما يصح وقوع الكذب منهم مع اطلاعهم على حقائق الأمور ومعارفهم الضرورية لما يلحقهم من الدهش والحيرة من أهوال ذلك اليوم وشدائده، والمبتلى قد ينطق بما لا ينفعه من غير روية وفكر في عاقبته.
سورة الأنعام / 25 و 26 * (ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين (25) وهم ينهون عنه وينون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون) * (26) روي أنه اجتمع الوليد بن المغيرة (4) وأبو جهل وأبو سفيان والنضر (5)

(١) وهي قراءة حمزة والكسائي على ما حكاه ابن مجاهد في السبعة في القراءات: ص ٢٥٤، وابن غلبون في التذكرة في القراءات: ج ٢ ص ٣٩٥.
(٢) حكاها ابن غلبون في تذكرته: ج ٢ ص ٣٩٥ ونسبها إلى المفضل عن عاصم وحمزة والكسائي.
(٣) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف على ما حكاه عنهم الشيخ في التبيان: ج ٤ ص ٩٧، وابن مجاهد في السبعة في القراءات: ص 255، وابن غلبون في التذكرة في القراءات: ج 2 ص 396، وفي لفظ الطبري: ج 5 ص 166: " عامة أهل الكوفة ".
(4) هو الوليد بن المغيرة بن مخزوم، والد خالد بن الوليد، وكان أحد المستهزئين ومن أشدهم عداوة وأذى على النبي (صلى الله عليه وآله) ودعوته المباركة، مات بعد الهجرة بثلاثة أشهر ودفن بالحجون.
(الأعلام للزركلي: ج 8 ص 122).
(5) هو النضر بن الحارث بن علقمة من بني عبد الدار، صاحب لواء المشركين ببدر، وهو ابن خالة النبي (صلى الله عليه وآله) ومن أشد المشركين أذى عليه، فكان إذا جلس النبي (صلى الله عليه وآله) مجلسا للتذكير بالله والتحذير مما أصاب الأمم الخالية، جلس النضر بعده يحدثهم بأخبار الملوك ونعمهم وموائدهم ويقول: أنا أحسن حديثا منه، أسر يوم بدر وقتل كافرا. (الإصابة في تمييز الصحابة: ج 3 ص 555، الأعلام للزركلي: ج 8 ص 33).
(٥٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 ... » »»