تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥١٤
الكذب بدليل قوله: * (عن قولهم الاثم) *، و * (العدوان) *: الظلم، وقيل: الإثم: كلمة الشرك نحو قولهم: * (عزير ابن الله) * (1) (2)، وقيل: الإثم: ما يختص بهم والعدوان ما يتعداهم إلى غيرهم (3) * (لبئس ما كانوا يصنعون) * كأنهم جعلوا آثم من مرتكبي الكبائر، لأن كل عامل لا يسمى صانعا حتى يتمكن فيه ويمهر، وعن ابن عباس: هي أشد آية في القرآن (4).
* (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيمة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين) * (64) سورة المائدة / 64 غل اليد مستعار للبخل وبسط اليد للجود، ومن تكلم به لا يقصد إثبات يد ولا يريد حقيقة غل ولا بسط وإنما هما عبارتان وقعتا متعاقبتين للبخل والجود، وقد استعملوا اليد حيث لا يصح اليد نحو قول الشاعر:
جاد الحمى بسط اليدين بوابل * شكرت نداه تلاعه ووهاده (5) وقول لبيد:
قد أصبحت بيد الشمال زمامها (6)

(١) التوبة: ٣٠.
(2) وهو قول ابن عباس كما في تفسيره: ص 97.
(3) حكاه الزمخشري في كشافه: ج 1 ص 654، والرازي في تفسيره: ج 12 ص 39.
(4) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 1 ص 654، والماوردي في تفسيره: ج 2 ص 50.
(5) لم نعثر على قائله فيما توفرت لدينا من مصادر، وأنشده الزمخشري في الكشاف:
ج 1 ص 655. يقول: إن السحاب ارسل إلى أرض الحمى بمطر كثير فأنبتت هذه الأرض وأزهرت، وهذا معنى شكرها.
(6) ديوانه: ص 176 وصدره: وغداة ريح قد وزعت وقرة.
(٥١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 ... » »»