تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٨٨
* (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما) * (24) سورة النساء / 24 و 25 القراءة هنا * (المحصنات) * بفتح الصاد، أي: وحرمت عليكم اللاتي أحصن * (من النساء) * وهن ذوات الأزواج * (إلا ما ملكت أيمانكم) * من اللاتي سبين ولهن أزواج في دار (1) الكفر فهن حلال وإن كن محصنات * (كتب الله عليكم) * مصدر مؤكد، أي: كتب الله ذلك عليكم كتابا وهو تحريم ما حرم * (وأحل لكم ما وراء ذلكم) * هو عطف على الفعل المضمر الذي نصب * (كتب الله) *، ومن قرأ:
* (وأحل لكم) * على البناء للمفعول فهو عطف على * (حرمت عليكم) *، * (أن تبتغوا) * مفعول له، والمعنى: بين لكم ما يحل وما يحرم إرادة أن تبتغوا، أي: تطلبوا * (بأموالكم) * نكاحا بصداق أو شراء بثمن، فيكون مفعول * (تبتغوا) * مقدرا، ويجوز أن يكون * (أن تبتغوا) * بدلا من * (ما وراء ذلكم) * (2)، * (محصنين غير مسافحين) * أي: أعفاء غير زناة، والإحصان: العفة وتحصين النفس من الوقوع في الحرام، وقيل: محصنين: متزوجين (3) * (فما استمتعتم به منهن) * من النساء، و * (ما) * في معنى النساء ويرجع الضمير في * (به) * إليه على اللفظ، وفي * (فاتوهن أجورهن) * على المعنى، والمراد به متعة النساء وهو النكاح المنعقد بمهر معين إلى أجل معلوم، وإليه ذهب ابن عباس وابن مسعود وسعيد بن جبير

(١) في نسخة: ديار.
(٢) انظر الكشاف: ج ١ ص ٤٩٧.
(٣) قاله ابن عباس. راجع تفسيره: ص ٦٨، وبه قال الزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 37، والبغوي في تفسيره: ج 1 ص 413.
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»